إيمان ثلاث سنوات، وأمين خمس سنوات، مع ذلك حولتهما أمهما المدمنة على المخدرات إلى سجينين عاقلين يقضيان ايامهما معتقلين بغرفة مظلمة داخل بيت بدون مأكل أو مشرب، حرما من التغذية واللعب ليعيشا وسط الأوساخ والقادورت يعبثان ببرازهما الذي حول غرفتهما إلى ما يشبه بيتا مهجورا روائحه العطنة تتسلل من بين شقوق غرفة مهترئة بحي إيكيدار بالدراركة بأكادير. أفرشة مهترئة مترامية عشوائيا، والبراز يغطي جدار معتقلهما حيث يعيشان الليل والنهار وحيدين وهما في سن الصبيان، بينما شعرهما الأشعت الطويل غزاه القمل فلا يتوقفان عن حك فروة رأسهما ومختلف أنحاء جسمهما كأنهما أصيبا بالجدام. لا يتحدثان عند زيارة "الأحداث المغربية" لمعتقلهما برفقة منسق جمعية "نحمي ولدي" جامع بوجا الذي قام بدوره كاملا فور إشعاره بقضية طفلين يعيشان معتقلين بغرفة مظلمة مليئة بالحشرات والبراز وأن الطفلان إذا لم يلتفت إليهما الجيران يعيشان على حساب برازهما.
الدرك الملكي بالتمسية والنيابة العامة بابتدائية أكادير قاما بالواجب فور إخبارهما بهذه الحالة وبأمر من وكيل الملك نقلت مصالح النجدة إيمان وأمين من زنزانتهما المنعزلة إلى مركز حماية الطفولة بإنزكان. الأم تغلق الغرفة عليهما وتتركهما لأيام قبل ان تعود لتتفقدهما ثم تغادر في الحال. يتغوطان فوق الافرشة المبعترة دون اغتسال، جمعية "نحمي ولدي" عاينت الحالة وأخبرت السلطات المحلية والدرك الملكي بجماعة الدراراكة، كما كاتبت في الموضوع وكيل الملك بابتدائية أكادير الذي أعطى أوامره للدرك الملكي فانتقل الى عين المكان في الحين وقام بالواجب، حيث سهرت عناصره تحت اشراف مباشر لرئيس المركز على نقل الطفلين الى مركز حماية الطفولة. جامع بوجا منسق الجمعية والفاعل الجمعوي أكد أن حالة الطفلين تقشعر لها الأبدان، واذا تخلت عنهما الأم فان المجتمع المدني لن يبقى في موقع المتفرج، لذلك تحرك بما يقتضيه الأمر من الحزم، وأضاف "أشد عل على يد النيابة العامة والدرك الملكي الذين تعاملوا مع الحالة بحزم كمسؤولين بعدما تحرك فيهم وازع الأبوة وتأثروا بمضمون الاشعار الذي احالته عليهم الجمعية". *الصور للطفلين بغرفتهما وصورة أخيرة بعد تنظيفهما وحملهما إلى مركز حماية الطفولة إدريس النجار/تصوير: إبراهيم فاضل