أول أمس الأحد، كان يوما مختلفا في حياة سكان شارع فلسطين، بالمحمدية.. وبالضبط سكان إقامة ياسمينة، عناصر شرطة المرور التحقت مبكرا بالمكان، وشرعت قبل ساعة على موعد إعادة تمثيل جريمة قتل في وضع الحواجز الحديدية، وإبعاد الحشود التي حملتها الصدفة إلى هذا المكان لمتابعة تفاصيل سيناريو محبوك للإجهاز على أحد القاطنين بالعمارة رقم4. كانت الانطلاقة من مقر المنطقة الإقليمية، مختلف المسؤولين الأمنيين حيث اقتيد المتهمون الثلاثة الموضوعون تحت الحراسة النظرية نحو مسرح الجريمة، و يتعلق الأمر بالمحرضة على القتل وهي طليقة الضحية 45 سنة ، والقاتل وهو عشيقها 23 سنة، ورفيقه 30سنة، الذي قام بمهمة الحراسة أثناء تنفيذ الجريمة التي راح ضحيتها حلمي محمد(61 سنة) ليلة عيد المولد النبوي الأخير، والشابان من ذوي السوابق القضائية في السرقة والاعتداء على المارة . الجريمة التي اهتز لها الرأي العام المحلي، تم التخطيط لها حسب مسؤول أمني في البداية بين الطليقة وعشيقها الذي ربطت معه علاقة غير شرعية منذ شهر ونصف، علما أنها تطلقت من الهالك منذ حوالي ثلاثة أشهر، وكانت تلبي للقاتل كافة متطلباته المادية لكونها كانت تتوصل بمبلغ ألفي درهم كواجب النفقة، إضافة إلى مداخيل مالية ناتجة عن تسييرها لصالون حلاقة ، وبعد أن توطدت العلاقة بين الاثنين، أسرت له بنيتها في قتل طليقها بدافع الانتقام منه والحصول على موارده المالية، حيث أغرت العشيق بالزواج منها وتهجيره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى المبالغ المالية المهمة التي سيعثر عليها بالشقة، لكون طليقها كان قد باع منذ حوالي شهرين سكنا ممتازا (فيلا ) بتراب جماعة بني يخلف بالمحمدية. العشيق حبذ الفكرة لكونه وجد كما يقول المثل الشعبي «دجاجة بكامونها»، تلبي له رغباته المادية والجنسية، ولكن كان لابد للعشيق من شريك يقوم بدور الحراسة ساعة الصفر، فوجد ضالته في رفيقه الذي أغرته الطليقة بدوره بمبلغ 10 ملايين سنتيم بمجرد تنفيذ الجريمة، وقبل موعدها دلتهما على الشقة التي يكتريها الضحية، كما زودت العشيق ببعض الأموال لشراء ملابس جديدة وأقراص مهلوسة تساعده على تنفيذ جريمته، حيث ترصد له نبيل «بجنبات الحديقة التي تحاذي العمارة السكنية وانتظر عودته من أداء صلاة العشاء، وبمجرد ولوج الضحيةإلى شقته بالطابق السفلي بالعمارة 4 ومحاولة إغلاق بابها، فوجىء باقتحامها من طرف القاتل الذي وجه إليه ضربة بسكين ناحية الصدر، ومع ذلك تمكن الضحية من الإمساك به وسحبه نحو المطبخ على أمل التسلح بشيء يدافع به عن نفسه رغم توالي الضربات بالسكين التي كان يوجهها إليه القاتل، وتمكن الضحية من توجيه ضربة بإبريق معد لتسخين الماء (موقراج) نحو رأس القاتل،لكن قواه خارت بعد أن وجه إليه ما يناهز أربع عشرة طعنة بالسكين في كافة أنحاء جسمه بما فيها رأس الضحية ليسقط أرضا بغرفة المطبخ ، وعندما تأكد القاتل من موته توجه نحوغرفة النوم بحثا عن الأموال دون أن يدرك ومعه طليقة الضحية أن الأموال مازالت بحوزة الموثق الذي أنجز عقد بيع «الفيلا». وقائع هذه الجريمة تعود لصباح يوم عيد المولد النبوي الماضي، حين حضرت ابنة الضحية ابتسام لزيارته وهي محملة بكمية من الحلوى، لكنها ستجد باب الشقة مفتوحا على غير العادة وكمية من الدماء متناثرة ببهو الشقة وبالمطبخ مع تسرب رائحة الغاز، فيما يرقد والدها جثة هامدة بركن من المطبخ، أطلقت صرخة كانت كافية لحضور الجيران، ومن ثم ربط الاتصال بمصالح الأمن، حيث حضرت عناصر من الشرطة القضائية والتقنية والعلمية وشرعت في تفتيش الشقة بحذر، على أمل العثور على خيط يقود إلى حل لغز هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها رجل يشهد له جميع أصدقائه وجيرانه بالنزاهة والاستقامة وحسن السلوك، سواء بجماعة بني يخلف أو بالمجمع السكني ياسمينة بالمحمدية و بحي الحرية، و بشركة »كريسطال» بعين حرودة التي كان يشتغل بها قبل إحالته على التقاعد. المحمدية : أحمد بوعطير