ماهي الصورة التي تحملها شعوب الدول الإفريقية عن المغرب؟ سؤال سيتم طرحه على المئات من المواطنين الأفارقة في بلدان مختلفة كل شهر، و البداية كانت من النيجر. استطلاع الرأي ستنجزه مؤسسة (أفريكا ميتريكس / أوبينيون واي) في عدد من الدول الإفريقية، وسؤال واحد وجه للمخاطبين: أي صورة تحمل عن المغرب؟ هذا الشهر تم الاستطلاع في النيجر على أن يشمل دولا أخرى في الشهور القادمة، وقد احتل المغرب المرتبة الأولى بين المستجوبين. االمرتبة الأولى احتلها المغرب حيث حصل على نسبة 85 ٪ من المستجوبين، متقاسما المرتبة الأولى مع ألمانيا، متقدما على اليابان التي احتلت الرتبة الثالثة 83 ٪ والولايات المتحدة في الرتبة الرابعة 79٪، في حين جاءت فرنسا في الرتبة الخامسة 53 ٪، وذلك في نتيجة غير متوقعة بالنسبة للعلاقات الكبيرة والتاريخية التي تربط فرنسا بدول إفريقيا، وقد اصطفت دولة قطر في آخر قائمة الترتيب بنسبة 49٪ من أصوات المستجوبين، الاستطلاع أنجز بين 25 يناير و 3 فبراير وأعلن عن نتائجه أخيرا وهم حوالي 800 مواطن نيجيري. هذه الأرقام تعكس واقعا ووجها آخر للتعاون في إفريقيا، أصبح يلعب فيه المغرب دورا كبيرا وطلائعيا في مواجهة قوى اقتصادية عالمية تمتلك إرثا استعماريا في القارة وتعتبر بلدانها مجرد (حديقة خلفية)، لكن يبدوو أن الواقع تغير كثيرا. استطلاع الرأي المذكور، في تحليله للنتائج المحصل عليها، اعتبر أن القارة الإفريقية، أصبحت توفر إمكانيات كبرى للشركات المغربية في القطاعين العام والخاص، وهو أمر تؤكده برامج التبادل التجاري في إفريقيا، ومختلف اتفاقيات التعاون الموقعة بين المغرب وشركائه الأفارقة، في إطار استراتيجية (جنوب – جنوب) التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس منذ سنوات، والتي جعلت من المغرب ثاني مستثمر في القارة مباشرة خلف جنوب إفريقيا، إذ تمتد الاسثتمارات المغربية لتشمل قطاعات اقتصادية مختلفة: الأبناك، التأمينات، المعادن، الاتصالات، العقار والسياحة. يذكر أن الجولات الأفريقية لجلالة الملك محمد السادس في إفريقيا هي جزء من ديناميكية استراتيجية لتعزيز مكانة للمغرب في هذه القارة وتطوير علاقاته مع الدول الإفريقية في جميع المجالات: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية والروحية. وهذه الزيارات الملكية لها بالتأكيد تأثير إيجابي على الوجود المغربي في إفريقيا. عبد الواحد الدرعي