منذ مدة والإعلام الجزائري ينقل التصريحات المتتالية حول قرب تصنيف الجزائر بلدا آمنا على غرار المغرب، ويقتنص كل خبر أو قصاصة تتعلق بهذا الموضوع، وهو تمرين إعلامي لتخطي التنغيص الذي فرضته تقارير الخارجية الأمريكية وبعض الدول الأوروبية في تقييمها للوضع الأمني بالبلد، والذي هاجمته الجزائر في حينه معتبرة أنه تقرير منحاز ولا يمت للواقع بصلة. آخر التقارير التي احتفت بها وسائل الإعلام الجزائرية إعلان النمسا قبل أسبوعين أنها تعتزم إدراج المغرب والجزائر وتونس على لائحتها «للدول الآمنة» ما يجعلها تشدد شروط اللجوء لرعايا هذه الدول، الذين ترغب فيينا في وقف هجرتهم إلى أوروبا. ويشمل هذا القرار الذي صادق عليه مجلس الوزراء، جورجيا وغانا ومنغوليا، وهو القرار الذي اعتبره المحلل السياسي الجزائري أحمد السعيري هو محاولة للتنصل من مسؤولياتها الدولية تجاه اللاجئين. تحذير الخارجية الأمريكية الجديد، للرعايا الأمريكيين والذي صدر الثلاثاء، مجددا، يركز على مخاطر السفر إلى الجزائر، وذلك بسبب «التهديدات المتنامية للأعمال الإرهابية والاختطاف» بهذا البلد، وواصلت الخارجية الأمريكية، في تحذير جديد نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي، «حث مواطنيها الأمريكيين على عدم السفر إلى القبائل والمناطق النائية» في الجزائر. وحثت الخارجية الأمريكية، في تحذيرها الجديد الذي يأتي لتحيين التحذير الذي كانت قد أصدرته في 26 غشت 2015، المواطنين الأمريكيين «للقيام بتقييم حذر للمخاطر التي تهدد سلامتهم الشخصية»، مشيرة إلى «خطر تنامي العمليات الإرهابية والاختطاف بالجزائر»، ومحذرة من السفر إلى منطقة القبائل والمناطق النائية في جنوب وشرق الجزائر، وحدّثت الخارجية تحذيرا كانت أصدرته في غشت من السنة نفسها عن الوضع الأمني في الجزائر، وقالت في بيان إن على المواطنين الأمريكيين الذين يريدون زيارة الجزائر تقييم المخاطر على أمنهم الشخصي بعناية، وأكدت أن «هناك خطرا عاليا للإرهاب والاختطاف في الجزائر». وأشارت الخارجية إلى أن المدن الرئيسية، وعلى الرغم من أن الشرطة تنشط فيها بكثافة، إلا أن هناك احتمالا لوقوع هجمات، وأن معظم الأعمال الإرهابية، بما فيها التفجيرات والحواجز الكاذبة والاختطاف والكمائن، تحصل في المناطق الجبلية في شرق الجزائر والمناطق الصحراوية في الجنوب والجنوب الشرقي، وفقا لبيان الوزارة. التحذير الجديد يقول بأن غالبية الهجمات الإرهابية، بما فيها التفجيرات والحواجز الوهمية وعمليات الاختطاف، تحدث في المناطق الجبلية وشرق العاصمة الجزائر وفي المناطق الصحراوية، مضيفا أنه في شهر شتنبر 2014 قام تنظيم إرهابي يسمى «جند الخليفة» الموالي ل(داعش) بعملية اختطاف وإعدام مواطن فرنسي في منطقة القبائل. وشدد المصدر ذاته على أن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا (ميجاو)، وكذا العديد من المجموعات الموالية لتنظيم (داعش)، ينشطون أيضا بالجزائر وكذا بالمنطقة ككل»، كما حذرت الخارجية الأمريكية من «وجود متطرفين على الحدود الجزائرية التونسية في المنطقة الجبلية الشعانبي». ووصفت الحكومة الأمريكية، في هذا السياق، التهديدات المحتملة التي تحيط بالعاملين بالسفارة الأمريكية في الجزائر ب«الجدية»، داعية إياهم إلى العيش والعمل في ظل مراقبة أمنية صارمة. عبد الكبير اخشيشن