أرجأ قاضي التحقيق في قضايا الارهاب بسلا، النظر في قضية يونس الشقوري الذي رحلته الادارة الأمريكية منتصف سبتمبر من غوانتانامو صوب المغرب، الى يوم الثلاثاء 23 فبراير الجاري، كما صرح بذلك عضو هيئة دفاعه خليل الادريسي . و علم موقع أحداث أنفو أنه قد تم تمتيع يونس الشقوري بالسراح المؤقت مع اغلاق الحدود في وجهه. وسبق لثيموتي جونسون محامي وزارة العدل الأمريكية، أن شهد أن الادارة الأمريكية "سحبت جميع الأدلة المعتمدة لدى مثوله (الشقوري) أمام القضاء والمتعلقة بانتمائه للمجموعة المسماة الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" والتي كانت سببا في ابقائه طيلة ذلك الوقت في غوانتانامو. واتهمت الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة لاحقا بالوقوف وراء الهجمات الدامية في الدارالبيضاء العام 2003 (45 قتيلا)، ومدريد في العام 2004 (181 قتيلا). ورحلت أمريكا يونس الشقوري البالغ من العمر 47 عاما، الى المغرب في 16 سبتمبر 2015. وفي ال20 من الشهر نفسه أعلنت الرباط وضعه قيد التوقيف الاحتياطي للتحقيق في احتمال تورطه في "اعمال ارهابية". وصرح مصطفى الرميد وزير العدل والحريات في وقت سابق، بعد انتشار اشاعات عن وعد قدمته السلطات المغربية لأمريكا باطلاق سراح الشقوري، قائلا: "صحيح أننا تفاوضنا مع واشنطن لترحيل الشقوري الى المغرب، لكن لم نقدم ضمانات بتحريره في غضون 72 ساعة بعد وصوله" الى المملكة. و بعد ما يناهز 14 سنة قضاها الشقوري في غوانتنامو، وسط صمت كثير من المنظمات الحقوقية طيلة هذه الأعوام، "اكتشفت" بعضها اليوم "فجأة" أنه "بريئ"، فقط لأنه وصل المغرب، مع أن القضاء وحده يمكن أن يحسم في هذا الأمر، خصوصا و أن أمن المغرب على المحك بالنظر لما يجري في العالم. و قد ظهر أن منظمات حقوقية تريد أن "تستأسد" على المغرب في هذا الملف، ما جعلها تطلب "ضغط" السلطات الأمريكية على نظيرتها المغربية، و هو ما رفضته الادارة الأمريكية جملة و تفصيلا، متحدثة عن حساسية العلاقات بين البلدين، و ناصحة هذه المنظمات بالتوجه مباشرة للحكومة المغربية بمطالبها، دون انتظار أي نوع من الضغوط الأمريكية على حليف استراتيجي، سواء في هذا الملف أو في غيره. يذكر ان الشرطة الباكستانية اعتقلت الشقوري في ديسمبر 2001 أثناء محاولته الهرب من معقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان، بحسب "ملف غوانتانامو" الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز. وكان الشقوري، الملقب بمحب الله المغربي، قد التحق عام 1990 ب"المجاهدين العرب" في باكستان، ثم هاجر عام 1996 إلى سوريا للعمل في التجارة، قبل أن يسافر بعد ذلك إلى أفغانستان. وساهم الشقوري في تأسيس الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة عام 1999. كما جند العديد من المقاتلين لمحاربة القوات الأمريكية بعد دخولها أفغانستان إلى أن ألقي عليه القبض نهاية عام 2001 في الأراضي الباكستانية.