لم يكن منظر الصناديق “الكرطونية” وهي متراصة بشكل غريب تحت درج حافلة للنقل الدولي، ليمر مرور الكرام، على مجموعة من العمال بسوق المتلاشيات بسيدي مومن بالدار البيضاء، حيث قادت صدفة في الوقت الضائع من حياة هذا «الكار» الصدئ، الذي كان محجوزا لدى الجمارك بتهمة التهريب الدولي، إلى الكشف عن وجود أزيد من 300 كيلوغرام من مخدر “الشيرا” مخبأة بإحكام في صناديق كرطونية بالهيكل الحديدي لحافلة فرنسية متقادمة من نوع «سيدرا»، تابعة لشركة لنقل المسافرين مقرها بمدينة مونبليي.هول هذا الاكتشاف الخطير لكمية كبيرة من «الحشيش» نهار أول أمس الأربعاء، دفع عمال «لافيراي» إلى إبلاغ مصلحة الشرطة القضائية بالبرنوصي، التي حلت عناصر منها تابعة لفرقة مكافحة المخدرات إلى عين المكان، حيث باشرت تحرياتها الميدانية، لتحديد ملابسات الواقعة، وكذلك لتحديد أصحاب الشحنة المذكورة، والتي تزيد عن 300 كيلو غرام من مخدر “الشيرا”، عبارة عن صفائح تزن الواحدة منها 80 غراما، وهي من نوع يعرف في أوساط تجار المخدرات باسم «الصابونة»، الذي يصنف ضمن قائمة «الفرشاخ» الردئ النوعية. التحريات الأولية كشفت أن الحافلة المرقمة بالخارج، والمخصصة للنقل الدولي، حجزت من قبل عناصر جمارك مدينة طنجة في السابق، ثم بيعت لشخصين على التوالي في المزاد العلني. كان آخرها بتاريخ 10 من شهر يناير من السنة الجارية، حيث اشتراها أحد الباعة في سوق المتلاشيات بأهل الغلام، بثمن 4 مليون سنتيم ثم أعاد تفويتها إلى تاجر «خردة» بنفس «لافيراي» بثمن 5 ملا يين سنتيم 7 آلاف درهم. وعند الشروع في تفكيك إلى قطع غيار فوجئ العمال، بصندوق خشبي مثبت فوق العجلة الخلفية للحافلة، يحتوي على 16 علبة كرطونية من الحجم الكبير، بها مايناهز (3000 صفيحة من مخدر الشيرا، التي لم تعد صالحة للإستهلاك بسبب نوعيتها الردئية وتقادمها بفعل مرور الوقت والظروف السيئة لحفظها.