العيون, 6-2-2016 (أ ف ب) - أصدر ملك المغرب محمد السادس السبت تعليمات للحكومة تنص على "ضرورة" مراجعة مناهج وبرامج تدريس التربية الدينية, في مختلف مستويات التعليم المغربي, بغرض تكريس التسامح والاعتدال, وذلك عقب دعوات حذرت من "الثقافة الدينية التكفيرية", حسب بيان رسمي. وجاءت التعليمات الجديدة, حسب بيان صادر عن القصر الملكي, عقب اجتماع وزاري ترأسه الملك في مدينة العيون , حيث قدمت أمامه "الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي 2015-2030". واصدر الملك تعليماته لكل من وزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية, "بضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية, سواء في المدرسة العمومية أو التعليم الخاص, أو في مؤسسات التعليم العتيق". وأوضح البيان أن المراجعة ستتم "في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة, وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والاعتدال, وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الانسانية". وأضاف المصدر نفسه أن الملك "شدد على أن ترتكز هذه البرامج والمناهج التعليمية على القيم الأصيلة للشعب المغربي, وعلى عاداته وتقاليده العريقة, القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة, الغنية بتعدد مكوناتها, وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر". وجاءت تعليمات الملك بعد عدد من الدعوات القديمة والجديدة التي حذرت من أن طريقة تدريس التربية الدينية في المدارس المغربية قد تؤدي إلى "نزوعات متطرفة" و"تشجع على الارهاب", في بلد لديه أكثر من 1500 مقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية, وفكك أكثر من 150 خلية منذ سنة 2002.