كان للمخرج هشام العسري صباح أول أمس الأربعاء لقاء مع الطلبة بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط، ضمن سلسلة لقاءات المهرجان الدولي لسينما المؤلف الذي تنتهي فعالياته مساء اليوم الجمعة بتقديم جوائز الدورة، وعرض الفيلم السينمائي اليوناني "انجلترا الصغيرة" بمسرح محمد الخامس بالرباط.. وفي هذا اللقاء الذي نشطة الناقد السينمائي فؤاد اسويبة، نقل المخرج هشام العسري كيفية اشتغاله وطرحه السينمائيين من خلال أفلامه الروائية الطويلة الأربعة، ويتعلق الأمر ب"النهاية" و"هم الكلاب" و"البحر من ورائكم" و"جوع كلبك" الذي افتتح المهرجان الدولي لسينما المؤلف في دورته 21 لهذا العام.. وذكر العسري في هذا الباب أنه لا يعتمد في بناء سيناريوهات أفلامه السينمائية على الطريقة التقليدية الكلاسيكية التي تروى بموجبها الأحداث بناء على بداية وعقدة ثم نهاية، موضحا أنه يعتمد الطريقة ذاتها حين كتابته لسيناريوهات أفلام يشرف على إنجازها مخرجون غيره.
وأكد هشام العسري في هذا السياق أن الحوار ليس مهما في أعماله، حيث الأهم بالنسبة إليه ليس هو قوة الخطاب اللفظي وإنما قوة المشاهد والصور التي يتضمنها الفيلم على اعتبار أن الأهم هو الحمولة التي يحملها وليس القصة التي يرويها.. يقول "لا أحب السينما التي تتكلم كثيرا باستثناء أفلام المخرج وودي ألان لأن حواراتها جيدة ومشوقة كثيرا".. كما أوضح العسري أنه يعتبر أفلامه نافذة يطل من خلالها الآخر الموجود خارج المغرب على ما تشهده هاته الرقعة الترابية من أحداث سياسية واجتماعية سواء في الماضي أو الحاضر الراهن، بناء على فرضيات معينة، ويطلعون من خلالها على تموقع المغرب الجغرافي في الخريطة أولا ثم بعضا مما عاشه من أحداث كبرى.. وهنا صاغ هشام العسري نموذجا بأحدث أفلامه السينمائية "جوع كلبك"، حيث نقل من خلالها كيفية نظرة وزير الداخلية السابق إدريس البصري لكل ما يجري حاليا من وقائع ومتغيرات سياسية كبرى، بناء على فرضية أن الأخير لازال على قيد الحياة.. موضحا "أنه خلال إنجاز هذا الفيلم السينمائي تساءل عما يمكن أن يحمله للمتلقي غير المغربي، على اعتبار أن الأمر يتعلق بشخصية وزير داخلية مغربي سابق، ليكتشف أن -وعلى عكس توقعاته – الآخر بحث في الفترة التاريخية التي عاشها المغرب في ظل حكم الملك الراحل الحسن الثاني وإدريس البصري ليتمكن من استيعاب ما جرى من أحداث سياسية سنوات السبعينات والثمانينات.. وفي ما يتعلق ببناء مشاهد أفلامه السينمائية، أكد المخرج هشام العسري أن المقدمة السينمائية تحظى بأهمية كبرى في هذا الجانب وأن الصورة الأولى التي ينبني عليها الفيلم هي التي تحدد علاقة المتلقي بالأخير.. أما عن علاقته بشخصيات أعماله السينمائية، فإن العسري قال بهذا الخصوص "أحب شخصياتي ولا أحاكمها".. اكرام زايد