دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت متأخر يوم الاثنين رابطة لمشجعي النادي الأهلي (ألتراس أهلاوي) للمشاركة في لجنة لبحث كارثة مقتل 72 مشجعا في أحداث عنف تلت مباراة في الدوري الممتاز لكرة القدم قبل أربع سنوات. وتبدو تصريحات السيسي محاولة لاحتواء غضب ألوف الشبان الذين أحتشدوا يوم الاثنين في ملعب النادي الأهلي في قلب القاهرة لاحياء ذكرى أسوأ كارثة في تاريخ الرياضة المصرية والتي وقعت عقب نهاية مباراة فريقهم ضد المصري في مدينة بورسعيد الساحلية في أول فبراير شباط 2012. ورددت الجماهير هتافات ضد المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق ورئيس المجلس العسكري الذي كان يدير مصر عقب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في يناير كانون الثاني 2011. ورفع المشجعون لافتة كتب عليها "لا تصالح مع القتلة". وقال السيسي في مداخلة هاتفية في أحد البرامج التلفزيونية مساء الاثنين "موضوع الالتراس.. أنا كنت موجود في هذا الموضوع ولم تكن فيه حقيقة بجلاء تقدر تقول ماذا حدث في هذا الموضوع وبدقة تقدر تطمئن لها." وكان السيسي -الذي انتخب رئيسا لمصر في 2014- رئيس جهاز المخابرات الحربية وعضوا في المجلس العسكري وقت وقوع الكارثة. وقال في مداخلته الهاتفية "ممكن مجموعة من الألتراس… تتشكل بهم ومعهم لجنة للبحث في الموضوع. لا شيء نريد أن نخفيه… تعالوا يا شباب إختاروا 10 منكم ممن تطمئنون لهم يدخلوا ويشوفوا هذا الموضوع بتفاصيله." وأضاف قائلا "تعالوا شاركوا في لجنة سنشكلها من جديد. اطلعوا على ما تم عمله قبل ذلك. وشوفوا أنتم أيضا ماذا تريدون فعله وحققوا في الموضوع." ولم يصدر رد فوري من ألتراس أهلاوي على تعليقات السيسي. ويقول ألتراس أهلاوي إن الواقعة دبرتها السلطات إنتقاما من الجماهير التي لعبت دورا في الانتفاضة ضد مبارك. ومن بين الهتافات التي رددها مشجعو الأهلي أمس الاثنين "الشعب يريد إعدام المشير" في إشارة إلى طنطاوي الذي كان وزيرا للدفاع لسنوات طويلة في عهد مبارك. وندد مجلس إدارة النادي الأهلي في بيان على موقعه الرسمي على الانترنت بهتافات جماهيره واللافتات التي رفعتها. وقال البيان: "يؤكد النادي على اعتزازه الكامل بشهدائه في مذبحة بورسعيد… لكن في ذات الوقت يرفض مجلس الإدارة شكلا ومضمونا كافة الإساءات التي صدرت عن البعض من الجماهير … في حق مؤسسات الدولة." واضاف البيان قائلا "الكل يفخر بهذه المؤسسات الوطنية ويساندها وفي مقدمتها القوات المسلحة الدرع الواقي للبلاد ورجال الداخلية الذين يمثلون الأمن والأمان.. ولا ينكر جاحد دور كلاهما البارز في عودة الحياة من جديد للملاعب الرياضية وإنقاذها من المصير المجهول." وقال البيان ان مجلس ادارة النادي الاهلي "يرفض وبقوة أية إساءة صدرت في حق رموز هذه المؤسسات الوطنية سواء كانوا السابقين أو الحاليين وجميعهم أعطى لمصرنا الغالية ولا يستحق إلا الثناء والتقدير.. ومجلس إدارة النادي وهو يدين بشدة هذه التصرفات الخارجة يناشد جماهير الأهلي أن تنبذ أي عنصر يخرج عن الآداب العامة خاصة وأن مثل هذه الإساءات المرفوضة في حق مؤسسات الدولة ورموزها لا تتماشي أبدا مع قيم ومبادئ نادينا التي نعتز بها على مر الأجيال." وتواجه مجموعة (ألتراس أهلاوي) وغيرها من روابط المشجعين في مصر اتهامات بإثارة الفوضى بسبب مواقفها المعارضة للحكومات المتعاقبة منذ الانتفاضة على مبارك. ودائما ما تتعرض لانتقادات في وسائل الإعلام الموالية للحكومة تصل إلى حد وصفها بالجماعات الإرهابية. وتسببت كارثة استاد بورسعيد في الغاء المسابقات المحلية لكرة القدم في ذلك العام إضافة لمنع المشجعين من حضور المباريات المحلية. ولا يزال قرار منع حضور المشجعين ساريا بعد مقتل 20 من مشجعي نادي الزمالك -غريم الأهلي التقليدي- في تدافع قبل لقاء في الدوري المحلي ضد إنبي في فبراير شباط 2015 في أول مباراة كبيرة تحضرها الجماهير عقب موافقة السلطات على حضورها. وصدر الحكم الأول في قضية استاد بورسعيد في يناير كانون الثاني 2013 بإعدام 21 من 73 متهما لكن أعيدت محاكمتهم بعد قبول طعونهم. وقضت محكمة جنايات بورسعيد في إعادة محاكمتهم في يونيو حزيران العام الماضي بإعدام 11 متهما والسجن لفترات تتراوح بين عام واحد و15 عاما لآخرين بينهم رجال شرطة. ويمكن الطعن على الحكم مرة أخرى أمام محكمة النقض وهي أعلى محكمة مدنية في مصر. وقد تؤيد المحكمة الأحكام لتصبح نهائية أو تبطلها وتعيد المحاكمة للمرة الثانية والأخيرة.