لم تعد الطابعة «الأمبريمونت» مجرد آلة تابعة تأتمر بأوامر مستخدمها عن بعد، بل تحولت إلى آلة مستقلة بذاتها، لها عالمها الخاص، دون أي تبعية لجهاز الحاسوب، أو ارتباط به. قد يتساءل البعض كيف ذلك؟ الجواب عرضته شركة هيوليت باكارد في ندوة صحفية نظمتها الجمعة الماضي بمدينة مراكش، كان موضوعها الأساسي آخر الإبداعات التكنولوجية ل«أش بي» في مجال الطابعات. الطابعات الحديثة تمردت على الحاسوب، وباتت في اتصال مباشر بالشبكة العنكبوتية، وهو ما يطلق عليه «إي برانت». هذا التطور يندرج في سياق مسلسل طويل من الأبحاث ما انفكت تقوم بها شركة «أش بي» كما كشف مدير قسمها للازيرجيت والمقاولة بإفريقيا عدنان بصري. في بداية كلمتة أعاد التأكيد على رائدية «أش بي» في ميدان الطابعات، إذ كان لها قصب السبق في إدخال الطابعة بالألوان قبل عشرين عاما، وتشتغل بمنهج البحث العلمي لتهييء تصورات استباقية لما يعتقدونه كمؤسسة مستقبل الطابعات، إيمانا منهم أن التطور المتسارع هو ديدنها. وفي هذا الإطار، قدم المسؤول التجاري فيصل ناصح آخر المستجدات وما تتيحه من امتيازات لمستخدمها من ذلك مثلا الارتباط المباشر ما بين الطابعة والأنترنيت والأيفون والأيباد عبر عنوان إلكتروني خاص بها، يسمح بإرسال جميع الوثائق المراد طبعها. بيد أن أهم جديد لم يدخل بعد إلى السوق المغربي هو ارتباط طابعات «أش بي» بالمطارات الدولية، وشاهد جميع الحاضرين تطبيقات لهذا الفتح التكنولوجي من خلال رؤية طابعة بمطار نيويورك مرتبطة بالأنترنيت، بعد إرسال عنوان إلكتروني لطابعة كانت هي الأخرى مرتبطة بالشبكة من المغرب. إلى ذلك فصل عدنان بصري أن سياسة الشركة في مجال الطابعات تحكمها أربع محددات أولها ما سماه بانفجار المحتوى الرقمي، ولا يقتصر على مجال واحد بل يهم مستويات متعددة، مما يطرح علامات استفهام حول سبل استغلال هذا الزخم الهائل من المعلومات وكيف نتلقاه ونجيد استخدامه، وتشير الأرقام حسب ذات المسؤول أن المحتوى سيتضاعف مع حلول العام الماضي، وكلما تضاعف إلا ويزداد الإقبال على الطبع . ثانيها توسع شبكة المستخدمين للأنترنيت، وعبر وسائل متعددة خاصة الهاتف النقال سمارتفون وتابليت، ويتوقع أن تتضاعف النسب والأرقام، ليس على المديين المتوسط والبعيد بل على المدى القريب جدا هو 2015. ثالثها ثورة الرقمنة والانتقال من التناظري إلى الرقمي قد يعتقد البعض أن هذا التطور الرقمي سيقبر زمن الطابعات، ولن تعود لها أي وجود، إلا أن رأي المدير المسؤول عدنان بصري يؤكد أن الإقبال على الطبع سيتضاعف نتيجة حب التملك الطبيعية المجبول عليها الإنسان عموما ، وضرب مثلا بتذكرة الطائرة، إذ أمسى المستهلك يتوصل بها إلكترونيا، لكن قلبه لا يطمئن حتى يمسكها بين يديه . رابعا تطور مفهوم الخدمات وسعيها لإرضاء الزبون والنزول إليه بشتى الوسائل تطور مفهوم الخدمات وسعيها لإرضاء الزبون والمستهلك بشتى الوسائل