يحضر المغرب في المعرض الدولي للأغذية والفلاحة والبستنة " الأسبوع الأخضر " ببرلين في دورته ال81 ، ليس فقط كضيف شرف للمعرض بل كشريك فعلي في هذا الحدث الدولي السنوي. واختيار المغرب، كأول بلد أفريقي خارج الاتحاد الأوروبي، للانضمام إلى لائحة الدول الشريكة للمعرض، أملته ، وفق مدير معرض برلين كريستيان غاوك، عدة عوامل أهمها توفره على كل الشروط الموضوعية ليكون شريكا مميزا في دورة هذه السنة التي تنظم ما بين 14 و24 يناير الجاري. ومشاركة المغرب في هذا الحدث الذي يتميز ببرنامج غني بمشاركة عارضين من مختلف دول المعمور، لا تهدف فقط إلى التركيز على القطاع الفلاحي ولكن أيضا على الجانب السياحي الذي سيكون حاضرا بقوة عبر إبراز المؤهلات السياحية الكبيرة التي تزخر بها المملكة التي وصفتها إدارة المعرض ب"البلد السياحي الرائع ". فاختيار المغرب يأتي كتتويج لجهوده ومشاركته المنتظمة والنشيطة في فعاليات المعرض، إذ تم بهذا الخصوص التوقيع على اتفاقية بين وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش ومدير المعرض غاوك خلال الدورة السابقة ، تمنح بموجبها للمشاركين المغاربة من فلاحين وتعاونيات وشركات ، على امتداد عشرة أيام ، الفرصة لعرض المنتجات المحلية التي تحظى بسمعة جيدة لدى المستهلك الألماني والزوار من مختلف الجنسيات. فالرواق المغربي سيكون في هذه الدورة مؤثثا بمنتجات يتقدمها زيت الاركان المميز بقيمته الغذائية وجودته ومكوناته التي أوصلته إلى كبريات شركات إنتاج مواد التجميل العالمية ، وزيت الزيتون التي تنافس أكبر الدول المنتجة له، ثم العسل، ومشتقات الصبار. وسيقدم ضمن مكونات العرض المغربي زعفران تالوين ، ومشتقات ورود قلعة مكونة ، والتين الشوكي والتمور واللوز والتين المجفف ، ومنتجات متعددة تحظى بعلامات الجودة العالمية . ولأن المغرب بلد فلاحي بامتياز ستكون للمنتجات الفلاحية الطازجة حيزا كبيرا في رواقه ، إذ ستعرض مختلف الفواكه والخضر ، للبحث عن أسواق جديدة وتطوير العلاقات مع ألمانيا ضمن مبدأ (رابح رابح). ويطمح المغرب في أن تعكس مشاركة هذه السنة مستوى قطاعه الفلاحي، أحد القطاعات الهامة التي تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية إذ يشغل ما يقارب 5ر1 مليون فلاح ويساهم بحوالي 15 في المائة في الناتج الوطني الداخلي الخام إضافة إلى أنه يوفر 40 في المائة من فرص الشغل. وبفضل سياسته الفلاحية وجهود وزارة الفلاحة والصيد البحري والمهنيين بالقطاع ، يعرف الناتج الداخلي الخام الفلاحي ارتفاعا متزايدا حيث أنه انطلاقا من سنة 2009، شهد تطورا وتجاوز عتبة 100 مليار درهم سنويا ، وذلك بفضل مخطط المغرب الأخضر. وقد جعل هذا المخطط من القطاع الفلاحي رافعة أساسية للتنمية في المغرب، إذ تندرج استراتيجيته في إطار استكمال مشاريع وطنية كبرى تهم أساسا حماية البيئة ومكافحة البطالة والفقر ليكون مخططا واعدا يعتمد على مقاربة شمولية ومندمجة لكل الفاعلين في القطاع الفلاحي، إضافة إلى ارتكازه على تعزيز الاستثمارات ، والحد من تأثير المتغيرات المناخية والحفاظ على الموارد الطبيعية. يذكر أن معرض "الأسبوع الأخضر " الذي انطلق منذ سنة 1926 ، يعتبر أهم معرض عالمي متخصص في التغذية والزراعة والبستنة ، إذ تتوقع إدارة المعرض أن يشارك في الدورة الحالية أكثر من 1700 عارض من حوالي 70 بلدا فيما يتوقع أن يستقطب أكثر من 400 ألف زائر من المهنيين والمهتمين. ويتميز برنامج الأسبوع الذي يقدم نظرة عالمية على أسواق المواد الغذائية من جميع القارات ، بتنظيم المنتدى الدولي للغذاء والزراعة والذي يقام من 14 إلى 16 يناير ، إذ يتوقع أن يشارك في أشغاله 70 وزيرا ونائب وزير للزراعة بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى لصناعات الزراعة الغذائية. ومنذ تأسيسه شارك في المعرض حوالي 84 ألف و700 عارض من حوالي 128 بلدا واستقطب أكثر من 1ر32 مليون زائر من مهنيين ومهتمين. وينظم هذا الموعد من قبل شركة معارض برلين (ش.م.م) بشراكة مع اتحاد المزارعين الألمان واتحاد صناعات الأغذية الألمانية .