افتتحت مساء الثلاثاء بمدينة مرتيل فعاليات الدورة 15 لمهرجان "مرتيل الدولي للسينما المغربية والسينما الإيبروأمريكية"، التي ينظمها نادي مرتيل للسينما والثقافة. وتميز حفل افتتاح المهرجان، الذي أعطى انطلاقته الرسمية عامل عمالة المضيقالفنيدق عبد الكريم الحمدي بحضور شخصيات ثقافية مغربية وأجنبية ورجال ونساء السينما وجمهور واسع من عشاق الفن السابع ، بتكريم خاص للفنانة المغربية نعيمة الياس التي شاركت على مدى 40 سنة من الحضور الفني في أزيد من 20 فيلما تلفزيونيا وعشرة افلام طويلة من ضمنها "ليالي بيضاء" و"مرحبا" و"هدي وتوبة" و"الربيب" و"هادا حالي". وقالت الفنانة نعيمة إلياس، إنها فخورة ومعتزة بهذا التكريم "الذي هو أيضا تكريم لجيل رواد السينما المغربية" معربة عن أملها في أن تكون 2016 سنة تتويج السينما المغربية في كل المحافل، وسنة الابداعات التي تعطي زخما جديدا للمجال الفني. واعتبرت المحتفى بها أن المهرجانات المغربية عامة، هي مناسبة لا تقتصر فقط على الفرجة والاطلاع على جديد الابداع السينمائي، بل تشمل أيضا التعريف بواقع السينما المغربية واكتشاف تجاربها والاستفادة من التجارب الدولية في المجال، فضلا عن إبراز دورها الاقتصادي المتمثل في تعزيز إشعاع مختلف المناطق المغربية من الناحية السياحية والتنموية والتعريف بالإنجازات التي حققها المغرب على مختلف الاصعدة. ومن جهته، قال مدير المهرجان أيوب الانجري البغدادي، في تصريح مماثل، إن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة الفنية السنوية هو التعريف بالسينما المغربية على نطاق واسع، وكذا تسليط الضوء على مكونات الحضارة المغربية بكل روافدها ، وتمكين السينمائيين المغاربة من الاحتكاك مع رواد من المدارس اللاتينية والإيبيرية، والترويج للسياحة المحلية التي تعد دعامة اساسية لاقتصاد المنطقة، والمساهمة في التنشيط الثقافي. وأبرز أن المهرجان يسعى إلى "محو الصورة النمطية التي يحملها الآخر عن الانسان العربي"، ودعم الديبلوماسية الموازية في بعدها الثقافي، "خاصة أنه الوحيد على الصعيد العربي الذي يهتم بالسينما الناطقة بالإسبانية والبرتغالية"، والاحتفاء بالفن السابع، وتعزيز الانفتاح على ثقافات متعددة من دول وقارات مختلفة من أوروبا وأمريكا اللاتينية، وترسيخ قيم التلاقي والتلاقح والتقارب. ويراهن المهرجان أيضا، يضيف البغدادي، على "الرقي بالثقافة السينمائية لدى الأجيال الصاعدة والمهتمين الشباب بالسينما ومختلف الاشكال الابداعية الراقية، والمساهمة في دعم الحركة الثقافية بالمنطقة والتعريف بمكنونات الثقافات اللاتينية والايبيرية". ويشتمل برنامج المهرجان، الذي سيختتم يوم الاحد القادم ، على مسابقتين رسميتين، تخصان الفيلم القصير والفيلم الوثائقي، بالاضافة الى فقرة خاصة بتكريم بعض الوجوه السينمائية المغربية والاسبانية واللاتينية. ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير الباحث والروائي المغربي ميلودي شغموم، وتضم اللجنة في عضويتها كاتب السيناريو الفينيزويلي كيبيرلي فيغيروا باريوس، والمنتجة المكسيكية لورديس فيلاغوميس أوفيدو، والمخرج البرتغالي أنتونيو كوستا فالينتي، والباحث السينمائي الاسباني فرانسيسكو خافيير طورو مارتين، والكاتبة المغربية نادية لمهيدي، والمخرجة المصرية عزة الحسيني. أما لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي، فتضم المخرج والمنتج المغربي جمال السويسي (رئيس اللجنة)، وكاتبة السيناريو الاسبانية إيسابيل كاسترو، والمخرج البرتغالي بيدرو نيفيس، والخبير المغربي في الثقافة الاسبانية بوطيب عبد السلام، والمخرج الاسباني راول فيرنانديث سان ميغيل. ويتضمن برنامج المهرجان ندوة دولية ستقام بشراكة مع شعبة اللغة الإسبانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل وجامعة ألفونسو الثالث بمدريد ، حول موضوع "صورة الأنا والآخر"، الى جانب درس سينمائي (ماستر كلاس) لفائدة الشباب المهتم بالفن السابع، سيلقيه الباحث والناقد السينمائي المغربي نورالدين أفاية وعروض سينمائية في الهواء الطلق للعموم ولتلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، ولقاءات مفتوحة داخل المؤسسات التعليمية مع مجموعة من الأسماء السينمائية المرموقة التي ستشارك في المهرجان. وحسب إدارة المهرجان، سيتم تخصيص فقرة لبرمجة الإصدارات السينمائية التي ستقوم الجمعية بطبعها مرفوقة ب "قرص مدمج" لفيلم مغربي. وكانت الدورة 14 لمهرجان مرتيل الدولي للسينما المغربية والإيبيرو – أمريكية، التي التأمت في نونبر من السنة الماضية وحملت اسم الناقد السينمائي والصحافي المصري أشرف بيومي، قد عرفت تتويج الفيلم المكسيسكي "رامونا" لمخرجته جيوفانا رودريكيز زاكارياس، بالجائزة الكبرى للمهرجان. وكرم مهرجان مرتيل في دورته السابقة كلا من المخرج الفلسطيني مشيل خليفي، والممثل المغربي محمد بكر، والمخرج المكسيكي فرانسيسكو طابوا.