من بزورجمهر شرف الدين دبي 17 دجنبر (رويترز) - من المتوقع أن يسعى حسن حفيد آية الله روح الله الخميني إلى انتخابه أوائل العام القادم عضوا في المجلس الذي يختار الزعيم الأعلى لإيران ويقال إنه يحظى بمباركة متحفظة من الزعيم الحالي آية الله علي خامنئي. ويفتتح اليوم الخميس التسجيل لهذه الانتخابات التي من المرجح أن تشهد اختبار أول عضو في عائلة مؤسس الثورة الإيرانية لشعبيته في صناديق الاقتراع. وأثار احتمال ترشيح حسن الخميني في انتخابات مجلس الخبراء في فبراير شباط مجادلات ساخنة بالفعل بين المتشددين والمعتدين لأن عضوية المجلس ستجعله في قمة المؤسسة السياسية في إيران. ويقول البعض إنه يتطلع في نهاية المطاف إلى شغل منصب الزعيم الأعلى. وحسن الخميني رجل دين معتدل سياسيا عمره 43 عاما وقال أصدقاء الأسرة ومصادر قريبة منه لرويترز إنه يعتزم ترشيح نفسه في الأيام القادمة. ونظرا لأنه يحظى بتأييد أنصار أقوياء فإنه في موقف جيد للفوز بمقعد في مجلس الخبراء المؤلف من 88 عضوا. ومع وفاة أبناء الخميني الآن فإن حسن الخميني الذي تربطه صلات وثيقة بالإصلاحيين يعتبر الوريث الرئيسي للأسرة وأضفى قراره دخول الساحة السياسية كثيرا من الصخب والحيوية على عالم السياسة في طهران. وقال مصدر مقرب من الخميني إنه حظي بمباركة الزعيم الحالي آية الله علي خامنئي في اجتماع عقد الأسبوع الماضي حذر فيه الزعيم الأعلى قائلا إنه يجب عليه أن يتفادى الإساءة إلى سمعة جده. وقال المصدر إن خامنئي قال لحسن الخميني "لا مانع (من ترشيحك) ولكن احذر أن تسئ إلى سمعة الخميني واحترامه." وخامنئي عمره 76 عاما ولذا من المتوقع أن يضطلع المجلس الجديد بدرو مهم في اختيار من يخلفه لأن أعضاء المجلس لا ينتخبون إلا كل عشر سنوات. وحسن الخميني مقرب من الرئيس الوسطي حسن روحاني الذي زادت شعبيته بفضل الاتفاق النووي الذي توصلت إليه حكومته مع القوى العالمية في يوليو تموز. ويأمل روحاني وحليفه القوي أكبر هاشمي رفسنجاني استغلال تلك الشعبية في مساعدة سياسيين ذوي عقلية مماثلة في كسب أغلبية في مجلس الخبراء وفي الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في اليوم نفسه. ويأمل روحاني ورفسنجاني -وهما من الأعضاء المخضرمين لمجلس الخبراء- أن يؤدي تحالف يبدو أنهما يعملان على تشكيله مع الخميني الصغير إلى ضخ حيوية جديدة في معسكرهم. وقال أحد الأصدقاء المقربين من حسن الخميني لرويترز طالبا ألا ينشر اسمه إن حسن "رجل دين تقدمي لاسيما حينما يتصل الأمر بالموسيقى وحقوق النساء والحرية الاجتماعية." وأضاف قوله "إنه يتابع عن كثب الاتجاهات السائدة على وسائل التواصل الاجتماعي ويقرأ الصحف. وهو مهتم بالفلسفة الغربية بقدر ما يهتم بالدراسات الإسلامية." وقال الصديق إن حسن الخميني قضى بعض الوقت في ماليزيا لتحسين مهارته باللغة الإنجليزية. وفي الداخل اعتاد أن يجلس في المقاعد العادية في مباريات كرة القدم بدلا من مقاعد كبار الشخصيات. * خميني إصلاحي في العام الماضي ظهر حسن الخميني في حدث نادر في أكثر برامج كرة القدم شعبية على شاشة التلفزيون الحكومي وأظهر معرفته الواسعة بدوري كرة القدم الإيراني. وكان لاعبا متحمسا لكرة القدم حتى سن 21 عاما حينما أصر جده على أن يذهب إلى مدينة قم لتلقي الدراسات الدينية الإسلامية. وقال الأسبوع الماضي أثناء لقائه لاعبين إيرانيين كبارا لكرة القدم في مكتبه "كنت أجيد اللعب في خط الدفاع ولو واصلت اللعب في كرة القدم فلربما حققت شيئا." ولحسن الخميني أربعة أبناء وأصبح ابنه أحمد من مشاهير موقع التواصل الاجتماعي انستجرام في إيران إذ يبلغ عدد متابعيه نحو 200 ألف. والصور الخاصة بشكل غير عادي التي ينشرها على الموقع تõظهر الصداقة الوثيقة لأبيه مع الإصلاحيين لاسيما الرئيس السابق محمد خاتمي الذي لا يحظى الآن بقبول لدى خامنئي. كان خاتمي انحاز إلى المحتجين الذين قاموا بمظاهرات لم يسبقها مثيل في الشوارع في أعقاب انتخابات متنازع عليه في عام 2009. ولا ينحاز حسن الخميني علانية مع الإصلاحيين لكن في تحد لموجة الاعتقالات التي أعقبت الاحتجاجات التقى بالسجينين السياسيين علي رضا بهشتي ومحمد رضا جلالي بور بعد الإفراج عنهما بيومين في عام 2010. وقال ناشط سياسي مقرب للاثنين لرويترز إن "لعائلة الخميني روابط وثيقة بالإصلاحيين من خلال عدة زيجات. وكانت تربط حسن الخميني وخاتمي صداقة وثيقة وقتا طويلا. كانا يتريضان معا ويسبحان معا." ورفض حسن الخميني طلب بعض الإصلاحيين أن يصبح مرشحا للرئاسة عام 2012 لكن ترشيحه المتوقع الآن لعضوية مجلس الخبراء ينبئ بأن طموحاته السياسية تتركز على اكتساب نفوذ على مستوى عال. ولم يمكن الوصول إلى الخميني لسؤاله التعقيب. وقال سياسي طلب ألا ينشر اسمه "ما نراه هو تنافس واضح بين حسن الخميني ومجتبى خامنئي ابن الزعيم الأعلى الحالي." وأضاف "كلاهما يريد أن يخلف آية الله خامنئي ولذلك بدأ الاثنان تدريس بحوث (الخارج) في الفقه ودورات متقدمة في الفقه الإسلامي تعتبر ضرورية لمن يريد أن يصبح آية الله." ومجتبى خامنئي وهو أيضا في العقد الخامس من العمر مقرب من المحافظين والحرس الثوري. ويعتقد كثيرون أن له دورا كبيرا في الصعود المفاجئ لمحمود أحمدي نجاد للرئاسة في عام 2005 وإعادة انتخابه التي كانت مثارا للطعن والانتقاد في عام 2009. * الخميني ضد الخميني بعد مرور 26 عاما على وفاته ما زالت كلمات آية الله الخميني تعتبر في الواقع الدستور الثاني لإيران وقد يكون السجن مآل من يتندر بها. ولا يتوقع أنصار حسن الخميني منه أن ينتقد ميراث آية الله لكنهم يأملون أن يحيي الجوانب المنسية لأبي الثورة. وقال حسن الخميني لصحيفة شهروند الأسبوعية في عام 2008 "من يزعمون الولاء للإمام الخميني عليهم اتباع أمره بأن يبتعد الجيش عن الحياة السياسية." واعتبرت كلماته تلك هجوما مباشرا على الحرس الثوري وهم قوة عسكرية ذات نفوذ سياسي هائل في البلاد. وقال ياسر ميردامادي الباحث في الفلسفة والدراسات الدينية الذي أجرى دراسة متعمقة لمحاضراته "حسن الخميني يروج للجانب العصري والديمقراطي لميراث جده لكنه يلزم الصمت عن الجانب التسلطي المظلم." وأضاف ميردامادي "إنه يريد أن يثبت أن الخميني الحق هو من يحترم حقوق كل الفئات وأن الجانب التسلطي كان ضرورة وقتية في السنوات الأولى للثورة." ويعتقد ميردامادي أن المتشددين الذين يبجلون الخميني المتشدد المعادي للغرب سيرفضون ما يرون أنه التفسير الانتقائي لميراثه من قبل حفيده محذرين من ظهور ما سموه "الخميني ضد الخميني". وفي هجوم غير مباشر على رجل الدين قالت صحيفة كيهان القريبة من خامنئي الأسبوع الماضي إن ترشيح حسن الخميني "حركة تكتيكية لإخفاء التحريفية الجديدة" في إيران التي تريد أن "تستحوذ على جزء من أسرة الإمام الخميني واستغلاله فيما يناقض الطريق الحق للخميني." وهون صديق مقرب من شأن الآراء التي ذهبت إلى القول بأن انتخاب حسن الخميني سيزيد التوتر بينه وبين المتشددين. وقال إن شخصية حسن تتسم بالهدوء والواقعية وعدم الميل إلى الصدام. وأضاف "حسن الخميني ليس متشددا وثوريا بالقدر الذي كان عليه جده. وهذا هو موطن قوته."