(بقلم : حسين ميموني) الرباط/17 دجنبر 2015/ومع/ أنهى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر سنة 2015، الأولى من عمره، على وقع حصيلة مشرفة، تعكس عطاء واشعاع مؤسسة متحفية من الجيل الثالث. معارض، موائد مستديرة، ندوات، عروض موسيقية، أبواب مفتوحة، صبحيات للأطفال، ورشات لتعلم الفنون...في ظرف عام واحد، تحول المتحف الى مركز نابض بحركة ثقافية وفنية مكثفة خولته تجذرا في المشهد الثقافي الوطني واشعاعا دوليا ملموسا. هذا الانفتاح الذي يعبر عن التزام مدني مواطن، وجد صداه لدى جمهور متعطش كان في موعد فعالياته. والارقام واضحة الدلالة في هذا الباب. فإلى غاية أكتوبر الماضي، استقطب متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر أزيد من 163 ألف زائر، بين أجانب ومغاربة، جزء كبير منهم تلاميذ ينحدرون من مختلف مناطق المملكة. عشية الاحتفال بالذكرى الأولى لإنشائه، صرح المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف لوكالة المغرب العربي للأنباء "في هذا الحيز الزمني الضيق، هو بالتأكيد نجاح شعبي لدى الجمهور المغربي، لدى التلاميذ الوافدين من مختلف أنحاء المملكة، وأيضا لدى الأجانب، مادامت الرباط أصبحت معبرا حيويا للسياح". وأضاف أن المتحف يلعب دورا محوريا في استراتيجية الرباط مدينة الأنوار، عاصمة الثقافة حيث تأتي هذه البنية المتحفية، التي كلف انشاؤها 200 مليون درهم، لتزدان بها مدينة صنفت من طرف اليونيسكو تراثا عالميا منذ 2012. أما بخصوص فعاليات المتحف، فإن قيمتها النوعية لا تخفى على مراقب للشأن الثقافي. يكفي ، حسب مدير المتحف عبد العزيز الادريسي، الاشارة الى معرضه الافتتاحي: " 1914/2014: مائة عام من الابداع" الذي قدم بانوراما تاريخية عن الفن الحديث والمعاصر المغربي. كان الأمر يتعلق في هذا الحدث الهام بتأطير لمسار الفن التشكيلي المغربي عبر أربعة مراحل رئيسية، مما مكن الجمهور المغربي، على مدى سنة كاملة، من اكتشاف أزيد من 360 قطعة فنية لأكثر من 200 فنان مغربي. يحيل المدير أيضا الى معرض "المغرب الوسيط" الذي ضم قطعا أثرية واردة من حوالي عشرين متحفا، ومنح جمهورا قدر ب 35 ألف شخص ، على مدى ستة أشهر، فرصة الاقتراب من هذه النفائس دون الحاجة الى تجشم الرحلة صوب متحف اللوفر بباريس. وقد دعا رئيس النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، عبد الحي الملاخ، جامعي القطع الفنية الى التبرع بمقتنياتهم الخاصة التي يحتفظون بها في مجموعات مغلقة بين جدران البيوت لفائدة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، حتى يطلع عليها ويستمتع بها جميع المغاربة. ومن جهته اعتبر محمد المليحي رئيس الجمعية المغربية للفنون التشكيلية أن انشاء المتحف يشكل تجسيدا لحلم داعب المغاربة منذ ستينيات القرن الماضي. وقالت الفنانة لطيفة التيجاني إن زملاءها وزميلاتها من الفنانين المغاربة صار بامكانهم استثمار الدينامية والصيت الذي يكتسيه المتحف من أجل المضي الى الأمام. واقترح الفنان عيسى إيكن احداث متاحف على شاكلة متحف محمد السادس عبر كبريات المدن المغربية، من أجل إشعاع ثقافي أكبر. وكان المتحف قد استقبل يوم 9 دجنبر تظاهرة "سيزار، قصة متوسطية"، أول معرض من هذا النوع يخصص لهذا الفنان العالمي بافريقيا والعالم العربي. وأبرز المهدي قطبي أن هذا المعرض يسبق معرضا مماثلا لسيزار، تقرر تنظيمه عام 2017 بمركز جورج بومبيدو. وفي هذا السياق، بحث رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مع رئيس المركز الوطني للفن والثقافة جورج بومبيدو ومدير المتحف الوطني للفن الحديث بفرنسا وسائل تطوير الشراكة مع المؤسستين. أبعد من معرض سيزار، تحدث السيد قطبي عن معرض للفنان الأغلى سعرا اليوم، الى جانب بيكاسو، وهو جياكوميتي، الذي ستتألق أعماله في معرض مقرر تنظيمه في أبريل 2016.