أسفرت التحريات المكثفة التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية لأمن تمارة، عن وضع حد للنشاط الإجرامي الذي كان يقوم به مجرم خطير ملقب "بالحكار" متخصص في استهداف الحقائب اليدوية للعنصر النسوي، تحت وطأة التهديد بواسطة السلاح الأبيض، بحيث طالت اعتداءاته المتكررة عشر نساء خلال الفترة المنقضية. وبعد تواتر العديد من الشكايات التي كانت تفيد أغلبها وجود منحرف خطير من ذوي السوابق القضائية في السرقة بالعنف، والضرب والجرح المفضي إلى عاهة مستديمة، يترصد ضحاياه من "الجنس اللطيف" بحي المغرب العربي بالمدينة، ثم يعمد إلى سلب حقائبهن تحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض، ويعرض كل ضحية حاولت مقاومته أو لم تمتثل، لنزعته الإجرامية. واستمر المتهم على هذا المنوال، لكن لا تسلم الجرة دائما، خصوصا بعد أن كثفت مصالح أمن تمارة من المراقبة المسترسلة للمنطقة التي كان يتردد عليها باستمرار خلال الصباح الباكر، حيث كان يستغل توجه معظم النساء الموظفات والعاملات إلى مقر عملهن، من أجل اقتراف أعماله الإجرامية في حقهن، قبل أن تحدد هويته بناء على المعلومات والأوصاف التي قدمها بعض الضحايا، إذ تمكنت المصالح المعنية بداية الأسبوع المنقضي، من الاهتداء إلى المجرم الخطير، بعد أن كانت سجلت عشرات الشكايات ضد مجهول، تتهمه فيها بالسطو على الحقائب النسائية، والهواتف النقالة بالحي سالف الذكر بمدينة تمارة. وتأسيسا على ما سبق ذكره، انتقلت عناصر أمن تمارة إلى مقر سكن المنحرف الخطير، في وقت مبكر أسفر عن اعتقاله دون أية مقاومة تذكر، وقد تم حجز مديتين من الحجم الكبير بحوزته، وبعض المسروقات التي لا زال لم يعمل على تصريفها، حيث جرى اقتياده إلى منطقة أمن تمارة، وتحديدا إلى مصلحة الشرطة القضائية لتعميق البحث معه، وبعد مواجهته ببعض ضحاياه تم التعرف عليه منذ الوهلة الأولى، وخلال اطلاعه بالمنسوب إليه، أقر بكل تلقائية أن عوزه وقلة اليد كانتا الدافع الأساسي للبحث عن موارد مالية، ما دفعه إلى اقتراف سلسلة من العمليات الإجرامية بشكل منفرد، بحيث اختار "النساء" كونهن لقمة سائغة بالنسبة إليه، ولذلك لقب "بالحكار"، كونه يستهدف الحقائب اليدوية النسوية، والهواتف النقالة، أثناء توجه أغلب النساء إلى مقر عملهن في الفترة الصباحية، خصوصا اللواتي يسلكن بعض المسالك الطرقية الخالية والمنزوية عن المارة، وكان يسطو على أغراضهن ويستولي عليها تحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض. وبعد استكمال الإجراءات القانونية مع الظنين، أحيل أمس الإثنين على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، من أجل النظر في التهم الموجهة إليه، ويتعلق الأمر بتعدد السرقات بالعنف تحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض، الضرب والجرح البليغين، حيازة أسلحة بيضاء دون سند قانوني. إدريس بنمسعود