يعد النجم الأمريكي الكبير ويليام دافوي الذي كرمه المهرجان الدولي للسينما بمراكش في دورته الخامسة عشرة، واحدا من أكثر الفنانين موهبة وإتقانا في أدائه التمثيلي، وخصوصا في أدوار الشر التي أكسبته شعبية واسعة. يقول دافوي عن نفسه إنه انتقائي في ما يتعلق باختيار الأدوار التي يرشح إليها، وإنه يحب الاكتشاف والتنوع والاختلاف وتقمص شخصيات جديدة لم يجسدها من قبل على الشاشة، معتبرا أن كل دور بالنسبة له هو بمثابة قناع، "يلبس واحدا ثم يخلعه ليلبس آخر". وأكد دافوي في أكثر من مناسبة أنه يصل إلى درجة كبيرة من التقمص للدور تجعل شخصيته الحقيقية تتلاشى تماما خلف دوره، بحيث لا يتعرف عليه أحد من فرط الاندماج الكلي توخيا للمصداقية والاقناع. شارك دافوي منذ بداياته الفنية إلى اليوم في العديد من الأعمال السينمائية، غير أن نجمه سطع في فيلم المخرج أوليفر ستون "بلاتون"، حيث قدم أداء مميزا جدا ترشح عنه لجائزة الأوسكار، وشارك أيضا بعده في عدة أعمال منها "المريض الإنجليزي" و"ولد في الرابع من يوليوز" و"مسيسيبي تحترق" و"إجازة السيد بين" و "سبايدرمان"، وأيضا في أبرز أفلام الحركة والجريمة وحصل على ترشيح آخر للأوسكار في فيلم الرعب "ظل مصاص الدماء." للنجم ويليام دافوي شخصية متميزة متعددة الجوانب، تبارى النقاد على تقييم تجربته الفنية، كما شهد لتألقه في أدوار الشر كبار السينمائيين في العالم بعد أن خط له مسارا مختلفا في هذا النوع من الأدوار نأى به عن ما هو سائد في هوليود. ويناهز عدد الأدوار التي مثلها دافوي المائة من بينها الفيلم الشهير "الإغواء الأخير للمسيح" والذي تم تصوير لقطاته في الجنوب المغربي، وقد فرض ويليام نفسه كواحد من أبرز الممثلين الأمريكيين من خلال هذا الفيلم لمخرجه مارتن سكورسيزي، ومنذ ذلك الحين وهو يعبر من مدى سعة موهبته وكبر قدراته من خلال أداء أدوار صعبة من الدراما والشخصيات ذات الحمولة الكبرى إلى الرقة في الأداء. وبعد هذا المسار الغني، تمكن هذا النجم من أن يضع موهبته رهن إشارة كبار المخرجين وأكثرهم دقة وصلابة مثل لارس فان ترير وأبيل فيرارا وويس أندرسن وديفيد لينش وكذلك سام رايمي وأولفرستون وكاثرين بيغلو. وفي هذا الصدد، أوضح دافوي أكثر من مرة أنه يترك لحدسه القرار في اختيار المخرج الذي سيتعاون معه في أي عمل فني، مشيرا إلى أنه يعشق العمل مع المخرج الموهوب المتمكن من أدواته والذي يتمتع بأسلوب شخصي ورؤية وشغف بالسينما. وأشاد النقاد بويليام دافوي في كثير من الأعمال خاصة دوره في فيلم "القناص" ، حيث لعب دور رجل قاس لا يملك المشاعر أو أي نوع من العاطفة، وقالوا ان ويلام تحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه في تحقيق نجاح هذا الفيلم وهذا ما يدل على موهبته الفذة. وفي السنوات الأخيرة، مثل دافوي في القليل من الأفلام الكبيرة والأدوار الرئيسية حيث شارك في بعض الأعمال التي حققت نجاحا جماهيريا مثل الجزء الأول من "الرجل العنكبوت" وفي فيلم "فندق بودابست الكبير". وفي أغلب أعماله اهتم ويليام دافوي برسم شخصياته في ذهن المشاهد بإتقان، فأداؤه يدل على أنه وجد لغته السينمائية الخاصة الطاغية الحضور، ليتجاوز بذلك فنه حدود هوليود إلى العالمية. يشار إلى أن الممثل والمنتج والمؤلف ا?مريكي ويليام دافوي ولد في 22 يوليوز 1955 بأبليتون ويسكونسن، والتحق بجامعة "ويسكونسن – ميلوكي" ، إلا أنه تركها بعد عام ونصف عام للانضمام إلى شركة المسرح التجريبي مسرح "إكس في ميلوكي" بويسكونسن ، وذلك قبل أن ينتقل إلى مدينة نيويورك في عام 1976 ، وهناك تدرب على يد ريتشارد سشيشنر مخرج فرقة المسرح الطليعي لفريق ا?داء ، وتفوق دافوي وكان في غضون عام جزءا من الشركة، كما شارك في العديد من ا?عمال الناجحة. وكان أول دور قام به في السينما سنة 1980 في فيلم "باب الجنة ". وقد حصل دافوي على جائزة ساتيرن عام 2000 لأفضل ممثل في فيلم عن دوره "في ظل مصاص الدماء ". وفي 2007 كان عضوا في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للدورة 57 لمهرجان برلين التي ترأسها المخرج بول شريدر، كما اختير عام 2014 عضوا في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للدورة 67 لمهرجان "كان" التي ترأستها المخرجة جين كامبيون.