بمناسبة اليوم المخصص للماء خلال قمة المناخ، والذي جرت أطواره يوم الأربعاء 02 دجنبر، قامت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، بأنشطة مكثفة من أجل دعم قضية الماء وإدماجها ضمن أولويات مفاوضات تغيير المناخ. وفي هذا الإطار، نظمت الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء تظاهرة تحت شعار: "قطاع الماء في المغرب والتكيف مع التغيرات المناخية". التظاهرة عقدت برواق المغرب، على هامش أشغال الدورة 21 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطار بشأن التغييرات المناخية. (COP 21). وقد تميزت بتوجيه الوزيرة شرفات أفيلال دعوة قوية للمجتمع الدولي من أجل تكريس قضية الماء ضمن أولويات المفاوضات حول المناخ. "الماء هو القضية الرئيسية، والتحدي الأول وكذا الضحية الأولى للتغيرات المناخية"، كما أكدت على ذلك السيدة الوزيرة، في كلمة ألقتها بالمناسبة. وقد شكلت هذه التظاهرة فرصة لمختلف الجهات الفاعلة في مجال الماء بالمغرب، لتبادل خبراتهم فيما يتعلق بالتكيف مع التغيرات المناخية. الحدث عرف تعبئة قوية، إذ تميز بمشاركة كل من وزير الإسكان وسياسة المدينة، نبيل بن عبد الله، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، حكيمة الحيطي، والرئيس الشرفي للمنتدى العالمي للماء، لويك فوشتون، إلى جانب شخصيات أخرى. هذا اليوم المخصص للماء كان أيضا مناسبة للانضمام إلى "ميثاق باريس" حول الماء والتكيف مع التغيرات المناخية. وهي مبادرة تم إطلاقها من طرف الشبكة الدولية لمنظمات الأحواض (RIOB). "هذا الاتفاق هو مبادرة نموذجية من شأنها أن تعطي للماء المكانة التي يستحقها في مفاوضات باريس" كما نوهت بذلك الوزيرة شرفات أفيلال، خلال توقيعها على الوثيقة، إلى جانب سيغولين رويال، وزيرة البيئة الفرنسية.
هذا الميثاق، والذي يشجع على وضع تدابير من أجل تكيف أمثل مع التغيرات المناخية على مستوى الأحواض، تم توقيعه من طرف أكثر من 290 منظمة ولجنة دولية، سلطات أحواض ووزارات تمثل 87 بلدا. بعد ذلك، كان للوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء فرصة لتسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال التدبير المندمج واللاممركز للموارد المائية على مستوى الأحواض، خلال مداخلتها في محور النقاش حول "الماء والتكيف مع التغيرات المناخية" المنظم من طرف الشبكة الدولية لمنظمات الأحواض (RIOB).
كما شهد اليوم المخصص للماء، حدثا بارزا آخر تمثل في انعقاد الندوة الدولية: "المناخ هو الماء: حلول من أجل المستقبل"، المنظمة من طرف المنتدى العالمي للماء. وضم هذا المؤتمر الجهات المختلفة المعنية بالماء والتي حملت رسالة مشتركة مفادها "أن المجتمع الدولي يتوفر على الحلول الكفيلة بضمان التكيف مع التغيرات المناخية. وإنه لمن الضروري، بل ومن الحيوي، أن تتظافر جهود المجتمع الدولي من أجل دعم الماء كأولوية رئيسية في مسلسل المفاوضات المناخية" كما أكدت على ذلك الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، والتي انتهزت الفرصة للإعلان عن استضافة المغرب لتظاهرة دولية حول الماء والمناخ، في بحر 2016.
التظاهرة تهدف إلى إعطاء دفعة جديدة لمفاوضات القمة المقبلة للمناخ، والتي ستعقد أشغالها بمراكش في العام المقبل. تجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة كانت محور محادثات ثنائية جمعت كلا من الوزيرة ورئيس التعاون الفرنسي للماء، هنري بيجور، على هامش قمة باريس. وشددت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء شرفات أفيلال على انخراط المغرب في ميثاق باريس حول الماء والتكيف مع التغيرات المناخية، والذي تم إطلاقه في إطار مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ (كوب 21). وقالت أفيلال خلال ندوة صحفية نظمت أمس الأربعاء في إطار يوم (أجندة باريس – ليما : صمود المياه والمحيطات) " أشيد بميثاق باريس والذي ينخرط فيه المغرب بشكل كامل ". ويتضمن هذا الميثاق، الذي سيمكن من صمود المياه أمام الاختلالات المناخية، المبادرات الفردية الهادفة إلى تفعيل مخططات التكيف وتعزيز التدبير في مجال الماء، وتشجيع استدامة التمويل والاستثمارات الجديدة في هذا المجال. وأكدت أن المغرب سيعطي وتيرة جديدة لكوب 22 الذي سيحتضنه المغرب، مضيفة أن المملكة ستحتضن تحت إشراف المجلس العالمي للماء حدثا عالميا حول الماء والمناخ في 2016. واضافت أن قضية الماء تشكل تحديا، مشيرة إلى الانعكاسات الكارثية للتغيرات المناخية كالجفاف والفيضانات، وندرة المياه، والأمراض، وتنامي الهجرة مما سيزيد من النزاعات بين الشعوب. وحضر هذا اللقاء الصحفي فاعلون مهتمون بمجال الماء، من بينهم المجلس العالمي للماء.