مضت اليوم أكثر من سبع سنوات على انطلاق برنامج التأهيل الحضري وإعادة هيكلة إقليمخنيفرة الذي ترأس الملك محمد السادس، خلال زيارته الشهيرة للإقليم سنة 2008، مراسيم التوقيع على الاتفاقيات الخاصة به. البرنامج، الذي رُصِد له غلاف استثماري إجمالي يبلغ 220 مليون درهم، استهدف تعزيز المرافق الجماعية والخدمات العمومية من خلال تحسين عروض السكن، وتعميم التزود بالماء الصالح للشرب والتطهير السائل، والحماية من الفيضانات، وتحسين جودة الخدمات الصحية، والولوج إلى الخدمات، وكذا تأهيل البنيات التحتية السوسيو رياضية. و هي المشاريع التي حملت لحظة الإعلان عنها آمالا للساكنة في إمكانية تحقيق الطفرة التنموية المرجوة و تعزيز البنيات التحتية بالإقليم، لكن تنزيلها على أرض الواقع شابته اختلالات مالية و تقنية، مما جعل منها موضوعا لعملية افتحاص من طرف قضاة المجلس الأعلى للحسابات دامت لما يزيد عن الشهرين، دون ان يتسرب عنها شيء رغم أن واقع الحال يكشف عن وجود تقصير في تنفيذ برنامج التأهيل الحضري وإعادة هيكلة إقليمخنيفرة يتحمل وزره مسؤولون حاليون و سابقون بالسلطات الإقليمية و المجالس المنتخبة التي أوكل إليها تنفيذ محاور البرنامج. و من ذلك مثلا فشل برنامج تنويع وتكثيف العرض السكني بخنيفرة، خاصة على مستوى مشروع الزهراء للسكن الاجتماعي، الذي تعرف أشغال إنجازه تعثرات متكررة رغم أن الخطة الموضوعة كانت قد حددت سنتين كمدة للإنجاز، وسنة 2010 كحد أقصى للانتهاء من أشغال بناء 200 شقة بكلفة إجمالية تصل 62 مليون درهم. كذلك الشأن بالنسبة للمشاريع الخاصة بإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، وتعزيز الإنارة العمومية، وإعادة توطين الباعة المتجولين، وبناء مركز سوسيو – رياضي… ناهيك عن التعثر الذي يعرفه مشروع بناء مجزرة جديدة الذي خصص له غلاف مالي يقدر بحوالي مليار و ثلاثمائة مليون سنتيم، و كذا مشروع تهيئة «ساحة زيان»، التي رُصِدت لها ميزانية ضخمة تصل إلى مليار ومائتي مليون سنتيم. وكان من المنتظر بعد انتهاء الأشغال بها أن تعكس الخصائص التراثية والثقافية المحلية لمختلف قبائل المنطقة، غير أن حلم تمكين مدينة خنيفرة من ساحة عمومية رئيسية لم ير النور بعدما تحول الفضاء إلى ساحة مهجورة نتيجة «اختلالات» في أشغال الإنارة والبستنة وتهيئة المجال، مما حول الساحة إلى نقطة سوداء و جعل منها علامة على فشل برنامج التأهيل الحضري وإعادة الهيكلة بخنيفرة. من أجل ذلك كله يبدو حال ساكنة إقليمخنيفرة اليوم بعد مرور حوالي سبع سنوات و نيف على الزيارة الملكية التي تم خلالها إطلاق برنامج التأهيل الحضري وإعادة و كأنه يقول: "يا صاحب الجلالة آجي تشوف آش داروا ف الأمانة…" محمد فكراوي