حلم السفر نحو الضفة الأخرى وهاجس الرحيل نحو إسبانيا، محوران رئيسان لفيلم محمد نظيف السينمائي الجديد «الأندلس..مونامور!»، الذي قدم عرضه الأول مساء أول أمس الخميس بسينما لانكس بمدينة الدارالبيضاء.. فيلم نظيف الجديد «الأندلس..مونامور!»، يتطرق، وكما سبقت الإشارة إلى ذلك إلى موضوع الهجرة السرية، من خلال تتبعه لمسار طالبين شابين ينحدران من مدينة الدارالبيضاء، يلتحقان بإحدى القرى الموجودة شمال المغرب بهدف الالتحاق بإسبانيا.. وبهدف متابعة رحلة الشابين «سعيد» و«أمين»، اللذين يلعب دوريهما يوسف بريطل وعلي الصميلي، تنتقل كاميرا نظيف إلى شمال المغرب حيث يكشف المخرج عن باقي أبطال فيلمه السينمائي.. ولرواية قصة سعيد وأمين المتعلقة برغبتهما في الهجرة نحو إسبانبا، يروي نظيف قصصا فرعية أخرى تتعلق أحدها بتجارة الحشيش التي يتزعمها أحد الأباطرة المشهورين على مستوى شمال المغرب، والذي يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس إحدى الجماعات الموجودة بالمنطقة.. وهو دور لعبه الممثل والمنشط التلفزيوني المهدي الوزاني، الذي يبدو ضمن أحداث الشريط في خلافات دائمة مع الدركي المكلف بأمن القرية، وهي شخصية تقمصها الممثل محمد الشوبي... تتوالى أحداث شريط «الأندلس..مونامور!»، وتسير في منحى رغبة التحاق الشابين «سعيد» و»أمين» نحو إسبانيا، وهي الرغبة التي تسير بالموازاة مع حلم «المعلم» (يلعب الدور محمد نظيف)، في الالتحاق بإسبانيا، أو الأندلس، كما يسميها إيمانا منه بأنها بلد أجداده وأسلافه التي غادروها مكرهين.. وخلال تتبع رحلة «سعيد» و»أمين» نحو إسبانيا بعون من «المعلم»، يكتشف المشاهد نجاة أحدهما فيما يظل الآخر حبيس القرية، وهنا ترصد كاميرا المخرج نظيف كيفية عيش المهاجرين سواء المغاربة أو المغاربيين أو الأفارقة في الأراضي الإسبانية، مع تصوير لمعاناتهم هناك.. ليتوصل هؤلاء في النهاية إلى أنهم ذهبوا ضحية خدعة كبرى حاكها بدقة زعيم تجارة المخدرات ورئيس الجماعة في الآن ذاته، في إشارة إلى استغلال النفوذ والسلطة.. وفي معرض حديثه عن وضعية المهاجرين في إسبانيا، يكشف المخرج عن تورط معلم المنطقة مع تجار المخدرات في المنطقة من خلال مساهمته في بيعها، على أمل جمع المال الذي سيمكنه من الهجرة إلى الأندلس التي تظل صورة جميلة في ذهنه على غرار سعيد وأمين، اللذين يحتفظان في مخيلتهما بآمال للالتحاق بالضفة الأخرى والاستقرار ببلد اسمه إسبانيا لم يزوراه أبدا.. وبمتابعة باقي التفاصيل المتعلقة بفيلم محمد نظيف السينمائي الجديد «الأندلس..مونامور!»، الذي يعرض في القاعات ابتداء من يوم الأربعاء المقبل، يجدر بالذكر أنه شارك فيه إضافة إلى المخرج نفسه كل من يوسف بريطل وعلي الصميلي والمهدي الوزاني ومحمد الشوبي وأسماء الحضرمي وزكريا عاطفي ومحمد الورادي.. إكرام زايد