وزير الاتصال الجديد والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، لا يضيع الوقت كثيرا. تسلم مفاتيح وزارة الاتصال من خالد الناصيري في نفس يوم تعيينها من طرف الملك محمد السادس، وقام بزيارة إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في اليوم الموالي أي الأربعاء الماضي. استنفار كبير خلقته الزيارة داخل دار البريهي. جميع المسؤولين الكبار حضروا، وجل العاملين التحقوا بمقر العمل، الوزير سيمر على جميع مرافق الشركة، ويتعين على الجميع التزام أماكنه. فيصل العرايشي كان في استقبال الوزير أمام المدخل المؤدي إلى مكتبه، وعقدا اجتماعا لم تستغرق مدته طويلا ، خرج بعدها مصطفى الخلفي رفقة البي دي جي فيصل العرايشي والمدير العام للشركة الوطنية محمد عياد، وكل المدراء المركزيين، ومر مرور الكرام على ريجيات القنوات التلفزية، وكان يسلم على الجميع باستثناء الأمازيغية والرابعة بسبب طول مدة الزيارة، لكنه عاد في اليوم الموالي أي الخميس ونظم لهما زيارة خاصة. أجندة الزيارات لوزير الاتصال مصطفى الخلفي ستتواصل نهاية الأسبوع، إذ سينتقل إلى مدينة طنجة من أجل قناة ميدي 1 تي في، ويأتي بعدها الدور على وكالة المغرب العربي للأنباء والمركز السينمائي المغربي. هل سيكون وزير الاتصال مصطفى الخلفي حاضرا يوم 12 يناير في حفل افتتاح الدورة 13 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة؟ سؤال قسم وزاة الاتصال إلى جناحين، جناح قريب من الوزير، يقدم له المشورة والنصح للحضور تدعيما وتوطيدا لكلام حزب العدالة والتنمية بعدم المساس بحرية الإبداع، وجناح آخر يروج رأيه داخل أروقة الوزارة يقول بعدم حضوره حتى لا يقرأ في وجوده تزكية ودعما لمسار سينمائي ما انفك حزب المصباح يبدي عليه تحفظات. بيد أن حضور مدير المركز السينمائي المغربي نوالدين الصايل حفل تنصيب مصطفى الخلفي وزيرا للاتصال حمل مؤشرا قويا، أن الوزير لن يتخلف عن الموعد السنوي للسينما الوطنية وهو المعروف بفكره الانفتاحي. عودة إلى الزيارة، الوزير أكمل دورته على استوديوهات وريجيات القنوات الإذاعية والتلفزية، وعرج أيضا على مصلحتي الأرشيف الإذاعي والتلفزي. وفي الخارج كانت مديرة الموبيل هيأت نموذجا لوحدات متنقلة صنعتها أياد وعقول مهندسين وتقنيين ينتمون إلى دار البريهي، وهو ما وفر لخزينة الشركة مبالغ ضخمة تصل حسب تقديرات البعض إلى ستة ملايير سنتيم... وكانت مديرية الأخبار نقطة نهاية زيارته لأهميتها وحيوية دورها داخل جسم أي قناة تلفزية، إذ ألقى كلمة مقتضبة على صحفيي الأخبار، تحدث فيها على ضرورة التزام الاحترافية والموضوعية وتوخي الإبداع في العمل الصحفي، كأدوات لتقديم خدمة إعلامية مهنية، ووجه رسالة لها مغزاها حينما قال للحاضرين، على كل واحد أن يطرح على نفسه سؤالا الآن، كما كان يطرحه على صحفييه بجريدة التجديد ماذا عساه أن يكون في أفق عشرين عاما القادمة؟ هل يريد أن يبقى صحفيا ويتوقف في هذه النقطة؟ يحضر إلى القناة ليؤدي عملة بشكل روتيني، ولا يتجاوزه إلى ما عداه أي يكتفي بالمطلوب منه «وتيدير العمل لي تيخلص عليه» أم يريد أن يرتقي إلى مرتبة رئيس تحرير أو يغدو مدير ولم لا يصبح وزيرا كحالته ضحك بعدها الجميع من منطلق أن مثل هذا المسار ليس متاحا أمام الجميع أو ممكنا بلوغه لأي كان. وأشار إلى أن المشاهد المغربي عادة ما ينتظر أخبارا تلتزم الموضوعية والواقعية والقرب مضيفا أنه «لست هنا لإعطاء الدروس، نتما راكم تتفهمو في مهنتكم أحسن مني». وأعاد التأكيد مرة أخرى على رغبته في توسيع هامش حرية التعبير والإبداع حتى يتسنى تقديم منتوج يلبي طموحات المشاهدين، ولن يكون الوصول إلى الهدف إلا عن طريق مقاربة تشاركية مع الرئيس المدير العام فيصل العرايشي يقول وزير الاتصال مصطفى الخلفي.