»هوا.. هوا.. هذا أسيدي للعب بيا» كلمات خرجت بصعوبة من فم السعدية، وهي متسمرة في مكانها من فرط صدمة الموقف وضربات قلبها تتدافع بعد تعرفها على المدعو «النمس». ليس ثمة شك أن لمحترفي النصب والخداع قدرات رهيبة للحط من عقول ضحاياهم بهدف الاستيلاء على ممتلكاتهم، باستعمال طرق ماكرة وحيل تدليسية، هذه الحقيقة أثبتت صدقيتها مع المدعو «النمس» 19 سنة، والذي وقع بداية هذا الأسبوع في قبضة أمن منطقة أناسي بمدينة البيضاء. بعد انتقاء «النمس» لضحاياه خاصة من كبيرات السن من النساء، كان يقوم بمراقبتهن من أجل استغلال الفرصة المناسبة لتنفيذ مخططاته الإجرامية يلتفت يمنة ويسرة ويتقدم خلسة إلى منزل ضحيته، فيقوم بحبك سيناريو تدليسي تضليلي عليها، من مثيل أن أحد أبنائها تعرض لحادثة سير خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى، ساعتها يستغل حالة الصدمة والذهول التي تنتاب والدة الضحية (السراب)، فيقوم بالتسلل إلى منزلها معرضا إياها للسرقة،حيث يعمل على سلبها كل الأشياء الثمينة التي يصادفها، من مال وممتلكات أخرى، وإن لم يتمكن من الدخول إلى المنزل ينتقل مع والدة الضحية إلى المستشفى، الذي يتذرع بأن أحد أبنائها يتواجد فيه للعلاج. حينها يدعي بطرق ملتوية بأن المركز الاستشفائي في حاجة إلى مبلغ مالي وقدره 2000 درهم للقيام ببعض الفحوصات للابن المصاب. لا تجد الأم لحظتهاو في حمأة القلق الذي يتلبسها بدا من تسليمه المبلغ المذكور، وبمجرد حصوله عليه يطلق رجليه للريح. تعددت عملياته في النصب والتضليل من هذا القبيل، إلى أن وصلت إلى خمس نفذها في حيي سيدي البرنوصي وسيدي مومن، ناهيك عن عمليات أخرى لا شك أنه سيكون قام بها في جهات أخرى من المدينة الغول الدارالبيضاء. لكن لكل شىء نهاية، فالمبحوث عنه «النمس» وقع في قبضة أمن أناسي متلبسا بالجرم المشهود، فالحظ لا يكون حليفا للنصابين دائما، حيث ارتسمت على ملامحه لحظتها علامات المفاجأة الممتزجة بالألم والحيرة، وهو يرى المحققين الأمنيين يضعون الأصفاد في معصميه. بعدها تم استدعاء ضحاياه، حيث جميعا تعرفوا عليه، ولم يجد الظنين الشاب ذو القسمات البريئة بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه، حيث أكد بصوت متهدج منكسر، أن الجشع والطمع أعميا بصيرته مما جعله يقدم على تلك الأفعال المشوبة بعدم الشرعية، ليتم بعدها إحالته على العدالة لتقول كلمتها فيه. محمد حفاض