وهو يجلس على كرسي (القيادة) المتواضع، المكون من خشب قديم ومتهالك، امسك حسن مقود طائرته الصغيرة. كان حلمه ان يطير ويسبح في السماء ويعانق السحب. كانت عيناه جاحظتين. لم يدرس قط الفيزياء، ولا الرياضيات ولاحتى الميكانيك،في جعبته بعد الكلمات والمصطلحات والارقام والاعداد البسيطة التي تعلمها في المدرسة. لكنه كان يعول على ذكائه وتجربته التي راكمها منذ سنة 2009 حين قرر اختراع طائرة صغيرة تطير به فوق الدوار ويقول للناس جميعا انه ليس فاشلا وانما قادرا على العلو الى ابعد الحدود. شغل المحرك بكل ثقة،ادار العجلتين،تحركت الطائرة ببطئ،قبل ان يدوس على المحرك وتسير بسرعة بضعة امتار.وماهي الا دقائق حتى شعر حسن بانه يطير رفقة اختراعه البسيط على علو وصل الى متر.ثم يفقد التوازن وتصطدم العجلتان باسفلت الطريق وتسقط جانبا.
خشب ،اسلاك،اطارات،بلاستيك،عجلتان بالاضافة الى محرك صغير ،استغلها حسن، شاب يبلغ من العمر عشرين سنة، ينحدر من دوار اولاد موسى التابع ترابيا لنفوذ جماعة امزورة اقليمسطات.(استغلها) ليصنع طائرة صغير الحجم ،يبلغ طولها حوالي 6 امتار ،استاثرت باهتمام كل الساكنة، واثارت فضول المهتمين. بواسطة هذه التجهيزات والاليات البسيطة ،استطاع هذا الشاب ان يخلق الحدث وتمكنت طائرته الصغيرة ان تحلق على علو بلغ مترا عن سطح الارض لوقت وجيز ،قبل ان تسقط ارضا. يقول حسن "ملي خرجت من المدرسة جاتني فكرة نخترع شي حاجة باش نبين للعائلة اني ماشي فاشل ولا كسول،بقيت كنجمع شوية بشوية لحديد والبلاستيك ودبرت على موطور صغير.ركبت كلشي وتوكلت على الله او جاب الله التسير". فكرة اختراع هذه الالة راودت هذا الشاب منذ سنة 2009 بعدما لم يتمكن من اتمام دراسته التي لم تتعدى المستوى الابتدائي، ولتحقيق حلمه هذا،شرع في جمع هذه الاليات البسيطة شيئا فشيئا الى ان قرر اتمام مشروعه بتركيب محرك صغير،مع تجميع اطار على شكل طائرة صغيرة وتركيبه مع وضع عجلتين،قبل ان يعمد الى تشغيله يوم الاحد 8 نونبر 2015 في اول تجربة بعد 6 سنوات من الجهد والابتكار ويستطيع بالتالي ان يجعل طائرته الصغيرة تطير على علو لم يتجاوز مترا عن سطح الارض،ثم تسقط ارضا،محققا بذلك انجازا مهما، في انتظار رقم قياسي اخر. هذا الاختراع لم يكن ليمر مرور الكرام ويبقى حبيس دوار اولاد موسى التابع لجماعة امزورة،بل رصدته عيون السلطات الامنية والمحلية التي استنفرت عناصرها واعطيت الاوامر للانتقال الى منزل الشاب المعني، حيث وصل رجال الدرك الملكي التابعين للمركز الترابي اولاد سعيد سرية سطات،بالاضافة الى مختلف الاجهزة الامنية المحلية والاقليمية. ليفتح تحقيق في الموضوع، استمع من خلاله الى الشاب الذي اعطى للمحققين اسباب ومرامي هذا الاختراع، مشيرا الى ان الهدف من اقدامه على هذا المشروع هو تحدي شخصي ،راوده بعدما فشل في مواصلة دراسته التي لم تتجاوز مرحلة الابتدائي، مضيفا انه لم يكن ينوي باختراعه هذا ازعاج السلطات ولا استغلاله لاغراض تخريبية وغير قانونية ،وانما لكي يبين للجميع ان فشله الدراسي، لم يكن نابع عن ضعف في الذكاء وانما راجع بالاساس الى ظروف عائلية. الطائرة الصغيرة التي اخترعها هذا الشاب هي الان بحوزة عناصر الدرك الملكي، في انتظار وصول فرقة خاصة لمعاينتها واخذ الاجراءات القانونية اللازمة والضرورية. حسن حليم