افتتح، مساء الجمعة الماضي برواق محمد القاسمي بفاس، صالون المغرب الثالث للفنون التشكيلية، بحضور نخبة وازنة من الفنانين التشكيليين والمثقفين والمهتمين ورجال الفكر والثقافة. وتتضمن هذه التظاهرة الثقافية والفنية، التي تنظمها جمعية الكاميليون للفنون التشكيلية والخط العربي، بشراكة مع مندوبية وزارة الثقافة بفاس، معرضا جماعيا يضم أزيد من 70 لوحة تشكيلية يتمحور موضوع أغلبها حول الموروث التاريخي والحياة الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب. وتتوزع اللوحات المعروضة في هذا الصالون، الذي يشارك، في نسخته الثالثة، أزيد من 30 فنانا تشكيليا ما بين أعمال إبداعية تؤرخ لبعض الساحات التاريخية والمآثر المعمارية والحضارية، كساحة جامع الفنا بمراكش وساحة النجارين بفاس، وما بين أعمال تحتفي بعروض الفروسية والمياه والسواقي والقوارب وبعض المشغولات التقليدية كأواني الفخار وغيرها أو بعض الإبداعات في ميدان النحاس والفضة وغيرها. كما يتضمن هذا الصالون، الذي أطلق على دورته الحالية اسم الفنان عبد القادر غربال، والذي يستمر إلى غاية 31 أكتوبر الجاري، مجموعة من اللوحات والإبداعات التي أنجزها هذا الفنان العصامي، والتي تمتح من مدارس وتيارات فنية متنوعة، وتحتفي بالموروث الثقافي والحضاري المغربي. وقال لحسن الشرفي، المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة فاس – بولمان، إن صالون المغرب للفنون التشكيلية في دورته الثالثة، الذي ينظم تحت شعار "رؤى تشكيلية"، يشكل مناسبة للقاء بين الفنانين التشكيليين وتبادل التجارب والخبرات مع الترويج لقيمة الفن والإبداع والرفع من مستوى الذوق العام لدى مختلف شرائح المجتمع. وأضاف أن تنظيم هذه المبادرة يندرج في إطار استراتيجية الوزارة التي تروم تشجيع والترويج للفن التشكيلي المغربي، ومساعدة ومواكبة الفنانين للتعريف بأعمالهم الإبداعية لدى الجمهور ولدى المهتمين بالفن بصفة عامة. وتتضمن دورة هذه السنة من صالون المغرب للفنون التشكيلية، إلى جانب المعرض العام، مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية من بينها ورشات تشكيلية لفائدة الشباب وأخرى خاصة بالنساء، مع تنظيم ملتقيات ومحاضرات ستبحث مجموعة من القضايا والمواضيع من بينها محاضرة حول موضوع "رؤى تشكيلية" ومائدة مستديرة تتناول قضية "الفنان التشكيلي المغربي بين الأمس واليوم"، فضلا عن لقاءات مع فنانين والقيام بزيارات ميدانية لبعض المواقع والمآثر التاريخية والحضارية التي تزخر بها المدينة العتيقة لفاس. يذكر أن الفنان التشكيلي عبد القادر غربال، الذي ازداد بمدينة فاس سنة 1949، هو من الفنانين العصاميين الذين استطاعوا، بالجد والمثابرة، أن يحفروا أسماءهم في رقيم الفن التشكيلي المغربي بإصرار كبير. وأنجز الفنان غربال، الذي شغل مهمة رئيس جمعية الفنون التشكيلية بمدينة آسفي منذ سنة 1983، العديد من الجداريات الفنية بالزليج وأخرى بالصباغة بعدة مدن مغربية كبن جرير وآسفي ومركز سبت جزولة، كما حصل على الميدالية الذهبية في الصباغة الزيتية والفن التشخيصي من مدينة روما الإيطالية (1986) والميدالية البرونزية في الفن التشخيصي بالصباغة الزيتية من فرنسا (1989)، فضلا عن فوزه بالجائزة الأولى للمهرجان العالمي للفنون الموازية للموسيقى بفرنسا (1995). وعرض الفنان عبد القادر غربال أعماله الفنية والإبداعية بمجموعة من الدول من بينها إيطالياوفرنسا وبلجيكا وتونس وإسبانيا ومصر.