تم تمثيل المغرب بثقافاته وتقاليده ومواطنيه، أو المغرب كما هو، في متحف "تروبنموزم" بأمستردام الذي يحتفي بثقافات العالم، من خلال معرض غني بالألوان تحت شعار "اكتشفوا المغرب إذن". وجرى افتتاح هذا المعرض، الذي سيستمر لسنتين ونصف، بحضور وزيرة التعليم والثقافة والبحث العلمي الهولندي، جيت بوسماكر، وسفير المغرب بلاهاي عبد الوهاب بلوقي، والقنصل العام للمملكة بأمستردام، السيد طلال جنان، وعدة شخصيات دبلوماسية وأخرى من عالم الثقافة. وتم إبراز غنى المغرب حسب تصور فريد وخاص بهذا المعرض الذي تعرض فيه مختلف حضارات العالم وفق إعادة هيكلة توصف بأنها "جد وفية" لواقع البلدان المعنية. ويأخذ هذا المعرض الفريد الزوار، صغارا وكبارا، في سفر عبر مختلف انحاء المملكة. وحتى يكون السفر الذي يبدأ بركوب نموذج طائرة تم وضعها بمدخل رواق "اكتشفوا المغرب إذن"، اقرب ما يمكن إلى الواقع، يستقبل فنانون هولنديون من أصل مغربي الزوار ليقدموا لهم ثقافة الجهات المغربية. وحسب المنظمين، شارك في حفل افتتاح المعرض ما لا يقل عن 1500 شخص. وأشادت السيدة بوسماكر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء باختيار متحف "تروبنموزم" للمغرب كموضوع لمعرضه، بالنظر للعدد الكبير للمغاربة المقيمين بهولندا، مضيفة أن الهولنديين سيحضون أيضا بفرصة استكشاف الثقافة المغربية. وقالت "نشعر كأننا في المغرب بفضل هذا المعرض"، معتبرة أن هذا النوع من المبادرات يسهم في تعزيز الروابط بين المغرب وهولندا. ومن جانبه، اعتبر سفير المغرب بهولندا أن مبادرة المتحف العريق لأمستردام تعكس الاحترام الذي يحظى به المغرب والمغاربة. ونوه بلوقي بالمجهودات الكبيرة للمنظمين وكذا مهنيتهم، مضيفا أن المعرض سيشكل مناسبة للأجيال الشابة والزوار من مختلف الجنسيات من اكتشاف الواجهات الجميلة لثقافة المملكة. وبدوره، قال مدير المتحف، ستيغن شوندرورد، إن اختيار المغرب في هذا المعرض لم يأت عبثا، لكن بدافع الطابع المتعدد الثقافات للمملكة وحضور جالية مغربية كبيرة بهولندا، مشيرا إلى أن حوالي مائة من الهولنديين من اصل مغربي شاركوا في تنظيم هذا المعرض. وأكد أن هذه المبادرة ستمكن الزوار، خاصة الأطفال، من اكتشاف هذه الثقافات عن قرب بعيدا عن كل الأحكام الجاهزة، مضيفا أن الزوار سيكتشفون المطبخ المغربي والتقاليد والصناعة التقليدية خاصة الفسيفساء. وتم في إطار هذا المعرض إعداد مجموعة من البرامج، منها البرنامج المخصص للتلاميذ الذين يستفيدون من زيارات موجهة، والبرنامج المخصص للأسر. ويحضر بالمعرض أربعة فنانين هولنديين من أصل مغربي للقاء الزوارo خاصة الشباب، لتقاسم تاريخهم وإبراز جمال المغرب. ودشن المتحف بنفس المناسبة معرضا آخر بعنوان "الستينيات" قدم الأحداث والشخصيات التي ميزت تلك الحقبة.