بعدما كانت تستثني المدن الصحراوية من مساعداتها الإقتصادية، قررت الإدارة الأمريكية برسم ميزانية السنة المقبلة، توسيع نطاق مساعدات الاقتصادية الممنوحة للمغرب ليشمل ولأول مرة في تاريخها الأقاليم الجنوبية، وذلك في إشارة ضمنية إلى دعم للرئيس أوباما لمشروع الحكم الذاتي الذي بقترحه المغرب كحل للنزاع في الصحراء. يوم الجمعة الماضي وافقت الولاياتالمتحدة على مساعدة اقتصادية وتنموية موجهة “لمجموع جهات ومناطق المغرب” في اطار القانون المتعلق بالتنفيذ الضريبي لسنة 2012 الذي وقعه الرئيس باراك أوباما بعد المصادقة عليه من قبل غرفتي الكونغرس. بيتر فام مدير مركز مايكل أنصاري لافريقيا التابع لمجموعة التفكير للمجلس الأطلسي الأمريكي اعتبر أن “هذه المساعدة تعزز بشكل ملموس الدعم الأمريكي لمسلسل الاصلاح بالمغرب, بما في ذلك الأقاليم الجنوبية , كما تعد مبادرة لدعم الموقف الأمريكي بخصوص المخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء, الذي وصفته واشنطن في مناسبات عديدة بأنه “جدي, واقعي وذو مصداقية”. هذا المتخصص في الشؤون الافريقية الذي كثيرا ما يستدعى من قبل غرفتي الكونغريس لتقديم رؤيته حول قضايا استراتيجية تهم افريقيا والمغرب العربي والساحل لاحظ أن منح هذه المساعدة “منصوص عليه في قانون صادق عليه الكونغرس ووقعه الرئيس أوباما وبالتالي فهو ليس من باب المشاعر والنوايا”، مضيفا بأن الموقف “يخدم مصلحة حليف استراتيجي وتاريخي ومصالح شعبه كما أنه ينسجم مع المصالح الأمنية للولايات المتحدة”. «للمرة الأولى، سيدعم برنامج المساعدة الأمريكية جهود المغرب المبذولة خلال العقود الثلاثة الأخيرة بهدف النهوض بالمستوى المعيشي لسكان الأقاليم الجنوبية» تقول من جهتها سينغلتون ماكاليستر المستشارة الرئيسية السابقة للجنة الميزانية بالغرفة السفلى للكونغريس والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، موضحة إنه « في وقت تهتز المنطقة العربية على وقع اضطرابات وانتقالات عنيفة, تشكل هذه المساعدة دعما من قبل الولاياتالمتحدة للمغرب في جهوده الرامية الى تحقيق تنمية اقتصادية لمجموع مواطنيه» . قرار الإدارة الأمريكية بإدراح المدن الجنوبية للمغرب ضمن خارطة المساعدات الأمريكية جعل رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إليانا روس ليتينين تؤكد أن الولايات مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى « مواصلة تشجيع التوصل الى حل عادل، منصف ودائم لقضية الصحراء بهدف النهوض بالانماج الجهوي وتأمين حماية المصالح الأمريكية في المنطقة». ياسين قُطيب