العثمانيون يدخلون قناة «ميدي آن» خلال شهر يناير من السنة القادمة. عبور الباب العالي نحو تلفزيون الأوفشورينغ المغربي سيكون من خلال واحدة من أضخم الإنجازات التلفزيونية التركية للسنوات الماضية، يتعلق الأمر بمسلسل «حريم السلطان» المدبلج باللهجة السورية. المسلسل التاريخي التركي الذي يؤرخ لفترة تأسيس الدولة العثمانية على يد السلطان سليمان القانوني خلال القرن السادس عشر. المسلسل واحد من أكبر العناوين التي أعلن عنها عباس عزوزي الرئيس المدير العام لقناة «ميدي آن تي في» خلال الندوة التي عقدها أول أمس على هامش الذكرى الأولى لانطلاق القناة كتلفزيون عمومي قبل سنة من الآن. الندوة الصحفية، التي عرفت حضور العديد من المنابر الإعلامية الوطنية، كانت مناسبة لمهندس تحول «ميدي آن سات» إلى «ميدي آن تي في» -عزوزي- لاستعراض أهم البرامج التي بثت على القناة سواء الإخبارية أو الوثائقية أو الأفلام والسلسلات أوبرامج الشباب أوالترفيه أوالبرامج الرياضية. عباس عزوزي الذي كان مرفوقا بعدد من مسؤولي القناة قدم الأرقام التي تهم «ميدي آن تي في»، وكذا نسب المشاهدة التي ميزتها خلال السنة التي قضتها على البثين الهرتزي والفضائي. وهي أرقام اعتبرها عزوزي مهمة وإيجابية أكدت التوجه العام للقناة في الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدين المغاربة. فقد وصل معدل سمعة القناة، حسب عزوزي، لدى المتتبع المغربي في المجال الحضري وفي صفوف الطبقة العاملة الراقية إلى 93 % وإذا تواظب على تتبع برامج القناة أزيد من 80% من الأسر المغربية. و يضيف،..«نعتبر هذه الأرقام مهمة ونحن راضون عنها، وذات مصداقية لأنها حصيلة دراسة أنجزها كل موسستي نيلسن وكرياجي لفائدة القناة..». ويبرز عزوزي أنه في ظل استمرار تغييب «ميدي آن تي في» وحرمانها من الانخراط في مركز السيوميد مؤسسة ماروك ميتري الخاصين بقياس نسب المشاهدة التلفزيونية لأسباب مازالوا هم يجهلونها، فإن القناة اعتمدت أجهزة أخرى مكنت من تقديم دراسة حول نسب وشكل متباعة القناة في المغرب. وهو ما أفضى إلى هذه النتائج التي تعتبر بالنسبة إليهم في القناة، إيجابية وتشجعهم على المضي على نفس المنوال حتى تحقق الأهداف المرجوة لإرضاء المشاهد المغربي. من بين البرامج التي ستعود على شاشة «ميدي آن تي في»، برنامج المسابقات «إنيكما» في نسخته الثانية. إذ سيكون للمشاهد المغربي موعد مع أجواء جديدة ومع متبارين جدد على امتداد ثمانية أسابيع من أجل الفوز بلغز «ميدي آن تي في» ثاني دوراته. هذا بالإضافة إلى برامج وفقرات جديدة ستشمل مختلف مناحي الفرجة التلفزيونية والتي ستنضاف إلى الرصيد البرامجي الذي تعرف عليه الجمهور خلال السنة الماضية. غير أن الجديد الذي كان لافتا أفصح عنه عباس عزوزي والذي سيؤثث شبكة برامج «ميدي آن تي» في للعام المقبل، هو اعتماد القناة خلال السنة القادمة لبرنامج تلفزيوني أمازيغي سيكون موعدا مهما للتعريف بالعديد من أوجه الثقافة والهوية الأمازيغية. و ُيعد إعلان عباس عزوزي عن انفتاح القناة على البعد الأمازيغي في قناته تحولا مهما في سياسة ميدي آن تي. وهو ينم عن انخراط القناة في الدينامية الجديدة التي تسود اليوم في المغرب وحتى في بلدان المنطقة المغاربية الأخرى. كما أن مبعث أهمية هذا التحول داخل القناة هو أن نفس الرئيس المدير العام عباس عزوزي كان خلال السنة الماضية وفي نفس المكان وخلال مناسبة إطلاق «ميدي آن تي في» مكان «ميدي آن سات»، ذكر على أن القناة ستبقى بعيدة عن التعاطي مع كل ماهو أمازيغي وأنها ستكتفي باعتماد الإنتاجات والبرامج الناطقة باللغتين العربية والفرنسية. إلا أن ماحصل في المغرب وما تلا الحراك السائد والذي مازال مستمرا فرض على المسؤولين داخل القناة إعادة النظر في هذا الأمر حتى لا تبقى «ميدي آن تي في» نشازا في المشهد التلفزيوني المغربي الذي يضمن ما يستطيع داخل شبكته من برامج أمازيغية.