بمناسبة حلول فرانسوا هولاند بالمغرب، يومي السبت و الأحد، في ثاني زيارة له منذ بداية فترة رئاسته من خمس سنوات، تساءلت الصحافية Lénaïg Bredoux في مقال لها بMEDIAPART عن الأسرار الصغيرة التي تحف أوسمة جوقة الشرف وهي تزين صدور الشخصيات الأجنبية التي لا تقيم في فرنسا. و بحسب الصحافية الفرنسية، الغموض يصر على استمراره في هذه القضية، هل سيتم توشيح رئيس المخابرات المغربية، أم أن ذلك قد تم فعلا ؟ في فرنسا، أوسمة جوقة الشرف التي تمنح للشخصيات الأجنبية تظل سرية، تؤكد الصحافية في مقالها. تقول ليناي برودو : منذ عدة شهور، قررت فرنسا توشيح مدير عام المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي، و رغم رد فعل بعض الجمعيات، فان الحكومة الفرنسية تلتزم الصمت، و لها كل الحق في ذلك، فهي تستطيع أن تفعل ما تشاء، و بتكتم كبير، عندما يتعلق الأمر بالشخصيات الأجنبية . و رجعت برودو الى حيثيات قرار فرنسا توشيح عبد اللطيف الحموشي، و ربطته برغبة بلادها في اعادة الاعتبار لهذه الشخصية المهمة في الدولة المغربية، كما تحدثت عن اتفاقية التعاون القضائي بين المغرب و فرنسا في نسختها الجديدة ، و التي اعتبرت أنها تقيد الاختصاصات الدولية للقضاء الفرنسي. و تضيف برودو أن وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنوف هو الذي تعهد بالقيام بهذا التوشيح أثناء زيارته للرباط في فبراير الماضي، خلال لقاء صحافي مع نظيره المغربي محمد حصاد ، حين أشاد بشكل كبير بقائد المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قائلا ان "دوره كان حاسما في تعاوننا في محاربة الارهاب" مضيفا "سبق لفرنسا بالفعل أن كرمت السيد الحموشي خلال 2011 وقلدته وساما من درجة فارس"، مؤكدا أن فرنسا "ستقلده مجددا وساما من درجة قائد". لكن في 14 يوليوز، تضيف برودو ، اسم الحموشي لم يكن في قائمة الموشحين بالجريدة الرسمية، فاتصلت بوزارة الداخلية كما بوزارة الخارجية التي أكدت أن الاسم لا يوجد فعلا بالجريدة الرسمية، لكن المفاجأة أن التوضيح جاء من الادارة المكلفة بالأوسمة و يطلق عليها في فرنسا اسم (la grande chancellerie de la Légion d'honneur): "أسماء الشخصيات الأجنبية التي يتم توشيحها بأوسمة جوقة الشرف، لا تنشر أسماؤهم بالجريدة الرسمية الا اذا كانوا يقيمون بفرنسا" ، تشرح الجهة المسؤولة للصحافية ليناي برودو. بعد هذا الجواب، تساءلت برودو عن امكانية حصولها على قائمة بالشخصيات التي تم توشيحها بوسام جوقة الشرف منذ 2012، فجاءها الرد قاطعا: " هذه القوائم لا تنشر أبدا للعموم ". في بحثها عن جواب أكثر تفصيلا، ستتلقى برودو توضيحا من ناطق باسم الخارجية الفرنسية يقول: " الأجانب غير المقيمين، يتم توشيحهم مرة واحدة في السنة، في فصل الخريف ، و الأسماء يحتفظ بها في سرية تامة ، و لا توجد طريقة للوصول اليها ، لجنة الوصول الى الوثائق الادارية أعطت الحق للدولة ، كان ذلك في سنة 2007 على اثر طلب اعلان مراسيم تسميات متعلقة برؤساء دول و مساعديهم ، و هو امتياز محفوظ لرئيس الجمهورية". لجنة الوثائق الادارية رأت أن التوشيح الذي ينفرد به قانونا رئيس الجمهورية، سواء لرؤساء الدول أو مساعديهم أو للديبلوماسيين ، يعتبر من ضمن الأعمال الديبلوماسية للدولة ، و لذلك فاعلان الأسماء يمكن أن يضر بالسياسة الخارجية الفرنسية أو يؤثر سلبا على حسن سيرها، و بناء عليه، قررت أن تظل الأسماء الموشحة سرية. و تتساءل برودو في الأخير، هل وشح الرئيس الفرنسي عبد اللطيف الحموشي في يوليوز؟ أم أن الأمر لازال رهين الاجراءات الجارية كما أخبرها مصدر ديبلوماسي ؟ في النهاية ، يمكن ألا نعرف أبدا !!..