قال سكان إن متشددي تنظيم القاعدة سيطروا على منطقة بغرب مدينة عدن اليمنية الساحلية ليل السبت وذلك في مؤشر جديد على أن الجماعة تكتسب مزيدا من القوة من الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أشهر. ويمثل دخول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب -فرع القاعدة باليمن- إلى عدن الذي كان يوما أحد أكثر موانىء العالم ازدحاما وأكثر مدن اليمن تمتعا بالاستقرار واحدا من أكبر مكاسبه حتى الآن. وقال أحد السكان لرويترز "عشرات من عناصر القاعدة يجوبون الشوارع ويحملون أسلحتهم بحرية تامة في عدد من المناطق في التواهي. في نفس الوقت رفع آخرون راية القاعدة السوداء فوق مبان حكومية منها المبنى الإداري بالميناء." إلا ان مسؤولا بالميناء قال فيما بعد إن راية كانت مرفوعة على بوابة مجمع الميناء. وقالت وكالة أنباء الإمارات يوم الأحد إن القوات الإماراتية في عدن حررت رهينة بريطانيا كان التنظيم يحتجزه. وأضافت الوكالة أن الرهينة الذي ذكر مصدر بالشرطة اليمنية في وقت سابق أنه يعمل بقطاع النفط واختطف في فبراير شباط 2014 نقل إلى العاصمة الإماراتيةأبوظبي على متن طائرة عسكرية ليل السبت. وقال مسؤول يمني إن إنقاذ الرهينة جرى بالقرب من قاعدة عسكرية كبيرة شمال غربي عدن. ويقول سكان إن عناصر القاعدة لهم وجود بالمنطقة. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن الرهينة "حررته القوات الإماراتية في عملية للمخابرات العسكرية" وأنه "في أمان وبخير". وهون اللواء على ناصر لخشع نائب وزير الداخلية اليمني من شأن الخطر الذي يشكله المسلحون على أحياء مدينة عدن. وقال دون الخوض في التفاصيل إن ما يحدث هناك يتعلق بثلة من المسلحين الخارجين على القانون ممن لا يشكلون أي خطر على مدينة عدن وإن سلوكهم يبين انهم لا ينتمون للقاعدة وانهم يسعون الى تحقيق اغراض نفعية ضيقة. * ضربة بطائرة بلا طيار وعلى بعد مئات الكيلومترات من عدن وفي مدينة المكلا الساحلية المطلة على بحر العرب قال سكان ومسؤولون محليون إن أربعة من متشددي القاعدة -وهم سعوديان ويمني وأفغاني- قتلوا في هجوم يشتبه بأن طائرة أمريكية بلا طيار قد نفذته. وتواصلت حملة القصف الأمريكية على الرغم من فراغ السلطة الناجم عن الحرب الأهلية التي أتاحت للقاعدة اكتساب سيطرة جزئية على المكلا في ابريل نيسان الماضي. وأدى هجوم على المدينة في يوليو تموز إلى مقتل نائب زعيم الجماعة. واستعادت القوات الموالية للحكومة اليمنية التي تمارس عملها من الرياض مدينة عدن من أيدي جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران الشهر الماضي بدعم قوي من المملكة ودول الخليج الأخرى. وتسعى دول الخليج لمنع ما تعتبره نفوذا إيرانيا في جارتها اليمن بينما يقول الحوثيون إنهم يحاربون حكومة فاسدة ومتشددي تنظيم القاعدة. ورغم أن المقاتلين الجنوبيين مستمرون في خوض معارك ضارية ضد القاعدة إلى الشمال من عدن فقد اندمجت عناصر من التنظيم المتشدد في صفوف المقاتلين الجنوبيين لمحاربة جماعة الحوثي منذ بدء الحرب في 26 مارس آذار وهو ما أكسبهم شرعية وساعدهم في السيطرة على أراض. ويقول سكان إن الشرطة ووحدات من الجيش غابت عن المدينة في الوقت الراهن إلى حد بعيد بينما تراجعت الخدمات وبقيت المباني المهدمة جراء المعارك السابقة بلا ترميم. وقال المحلل اليمني عبد القادر باراس إن انتشار كل هذه الأسلحة والمسلحين في كل مكان أمر لم تشهده عدن من قبل مشيرا إلى تزايد المخاوف من أن تنزلق في نهاية المطاف إلى الفوضى وأن تشهد مزيدا من المعارك في المستقبل.