في تصريح يتنافى مع أبسط احترام لحقوق المهاجرين و كرامتهم ، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الأحد (التاسع من غشت 2015) إن المهاجرين من أفريقيا يهددون مستوى المعيشة والنسيج الاجتماعي للاتحاد الأوروبي. و قد مرت هذه التصريحات المنافية لحقوق الانسان الأولية و الأساسية، دون أن تثير صخبا كبيرا و لا جلبة أو تنديدات و مظاهرات و وقفات احتجاجية من طرف المنظمات الانسانية، و لا من جهة أمنيستي، و لا من قبل منظمة العفو الدولية، و قد انتظرنا رد فعل ملائم من طرف هذه الهيئات الحقوقية، لكنهم عملوا بالمثل الفرنسي الشهير: Circulez y'a rien à voir . هذه المنظمات كان سيكون رد فعلها مخالفا لو أن مسؤولا مغربيا مثلا هو من صرح بهكذا أفكار، هي التي لا تترك صغيرة و لا كبيرة الا و أحصتها و جعلتها مناسبة للتنديد بسياسة الهجرة لدى دول بعينها ومن بينها المغرب الذي يتعامل على كل حال بانسانية أكثر مع المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء. و تأتي تصريحات كاتب الدولة في الخارجية هاموند بعد العثور على 17 مهاجر غير شرعي بداخل شاحنة مشبوهة كانت تسير في الطريق السريع المؤدي الى سانت ألبانز (St Albans)، (وتم العثور على هؤلاء بعدما اوقفت الشرطة الشاحنة على احدى الطرق القريبة من فلامستيد شمال لندن، على بعد 178 كيلومترا شمال فولكستون حيث مخرج النفق الذى يصل فرنساببريطانيا تحت بحر المانش). و هؤلاء المهاجرون يشتبه في محاولتهم الدخول الى بريطانيا بطريقة غير شرعية، بحسب ما أعلنت شرطة هرتفوردشاير (جنوب غرب بريطانيا). وقال متحدث باسم الشرطة ان المهاجرين ال17 "وضعوا قيد الاحتجاز، وأوضح ان سائق الشاحنة، وهو بولندى يبلغ من العمر 40 عاما، اعتقل للاشتباه بمساعدته فى تهريب المهاجرين. وأشارت الشرطة الى انها تلقت بلاغا عبر الهاتف من سائق لاحظ نشاطا مشبوها لشاحنة تسير أمامه. وردا على سؤال للبى بى سى عن الوضع الذى يثير انتقادات فى بريطانياوفرنسا،و عن الحل الذي تقترحه بريطانيا لتجنب تدفق مئات المهاجرين الأفارقة الذين يموتون و هم يقطعون البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من شمال أفريقيا، قال فيليب هاموند: "يجب أن نتمكن من حل هذه المشكلة في نهاية المطاف من خلال تمكننا من إعادة من ليس لهم حق اللجوء إلى بلدانهم الأصلية"، مضيفاً أن قوانين الاتحاد الأوروبي هي السبب في أن المهاجرين "يثقون بشدة" في أنهم لن يعادوا إلى بلدانهم أبداً. مشيرا إلى أن "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأن أوروبا لا تستطيع حماية نفسها والحفاظ على مستوى المعيشة والنسيج الاجتماعي بها إذا كان عليها استيعاب ملايين المهاجرين من أفريقيا". و كرر وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند أنه يجب التصدى للمشكلة "من جذورها" لأنه "ما دام لدينا عدد كبير من المهاجرين اليائسين فى المنطقة سيكون هناك خطر دائم على أمن النفق".