في كلمة لها أكدت زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، وعامل القنيطرة في افتتاح الملتقى الدولي لبناء السلام و التنمية الإجتماعية بحضور 90 مشارك كلهم شباب من 31 دولة عربية و أجنبية الذي نظم مساء يوم الثلاثاء 21 يوليوز 2015، برحاب جامعة ابن طفيل بتنسيق مع جمعية الدار الكبيرة وبدعم من ولاية جهة الغرب ، إن موضوع التنمية الاجتماعية وبناء السلام يكتسي أهمية قصوى في سياق التحولات والتحديات التي يشهدها العالم حاليا والتي تتطلب إجابات شاملة يشكل منتداكم فرصة متميزة للتداول حولها. وأعربت الوالي خلال اللقاء عن عميق اعتزازها باستضافة مدينة القنيطرة لهذه التظاهرة التي تقول "ستشكل لا محالة مناسبة هامة للتعارف والتلاقي بين الشباب وفرصة ثمينة للتعريف بالتجربة المغربية في مجال التنمية البشرية وباهتمام المملكة المغربية الدائم باستتباب السلام سواء داخل ربوعها أو بباقي بقاع العالم لكونه أساس كل تنمية، وكذا لعلاقته الوطيدة بديننا الإسلامي الكريم الداعي إلى الانفتاح والتسامح والاعتدال والتعايش والتحاور والتضامن والتكامل". وشددت العدوي أن الشباب يلعب دورا هاما وحيويا في بناء المجتمعات وتطويرها لما يملكونه من مؤهلات علمية ومعرفة بشبكات التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات حيث أن قوة المجتمعات أصبحت تقاس بمقدار تأهيل الشباب الذين يعتبرون الرافعة الأساسية في تنفيذ برامج التنمية الشاملة، فبفضل أعمالهم ومبادراتهم وإنجازاتهم يكسبون المجتمعات القوة والقدرة على النمو والتطور الذاتي. من جهة ثانية اعتبرت العدوي أن بناء المجتمعات والمشاركة في حمايتها وبناء السلام يقع على كاهل الشباب المؤهل من خلال الاسهام المباشر في ترسيخ قيم المشاركة المجتمعية والتواصل مع شباب الدول الأخرى للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم العملية والميدانية التي اكتسبوها في تحريك عجلة المجتمع وتنمية مجالاته المختلفة. فالشباب اليوم يحملون قوة التغيير الايجابي من علم ودراية وحماسة وصدق الارادة فهذا يجسد جزءا من طموحاتهم المنشودة فالأمم تنهض بهمم شبابها. وقالت الوالي "أملي وطيد أن يساهم هذا الملتقى من خلال النقاش والحوار وتبادل الآراء من تقوية العلاقات بين الشباب المشارك وتعزز قدراتهم وطاقاتهم الخلاقة لتمكينهم من المساهمة الفعالة في نماء شعوبهم وتطويرها لان الوقائع والتاريخ أثبت أن مستقبل الأمم تصنعه قواها الشابة فهم صمام الأمان للسلام لأية أمة تنشد الأمن والحرية والتقدم والرفعة فهم يملكون الحاضر بكل مقوماته وهم المستقبل بكل تطلعاته وهم روح الأمة وأملها في النهوض والتقدم والتي انتهجت سبيل بناء دولة ديمقراطية قوامها الحكم الرشيد، وصون حرية وكرامة المواطنين، واحترام حقوق الإنسان، وترسيخ مبادئ المساواة، وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ومحاربة التهميش والإقصاء الاجتماعي. كما جعلت، بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس من تعميق الانفتاح السياسي وتحقيق التنمية البشرية عنصرين متلازمين لبناء مجتمع ديمقراطي حداثي متطور ومتضامن". وفي هذا الإطار أوضحت الوالي أن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها والتي شكلت نهجا جديدا لمعالجة إشكالية العجز الاجتماعي ومكافحة الفقر وتحسين ظروف عيش الفئات المعوزة تندرج ضمن رؤية شمولية تشكل قوام مشروعنا المجتمعي، المرتكز على مبادئ الديمقراطية السياسية، والفعالية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي، والعمل والاجتهاد، وتمكين كل مواطن من الاستثمار الأمثل لمؤهلاته وقدراته. وأردفت قائلة "مما لاشك فيه أن الممارسة الميدانية أبانت بالملموس أهمية مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأثرها الإيجابي على ظروف عيش الفئات المعوزة المستهدفة". وأبرزت عامل القنيطرة أنه بفضل انخراط كل القوى الحية بالبلاد، كما راكمت تجارب مهمة في ميدان الحكامة الجيدة وأساليب تدبير العمل الاجتماعي وطرق محاربة كل أشكال الفقر والإقصاء والتهميش مكنت المغرب من أن يحظى بتنويه البنك الدولي من خلال تقريره الصادر خلال هذا الشهر حول السياسات الاجتماعية والذي صنف المغرب في الدرجة الثالثة من بين 136 دولة. وتقدم عز الدين الميداوي رئيس جامعة ابن طفيل بكلمة نوه فيها بالتجربة المغربية الرائدة في مجال الحفاظ على الأمن و نشر السلام ، و اعتماد البرامج الشمولية من أجل انجاح المبادرات ذات المضامين الاجتماعية للنهوض بالمجتمع المغربي ، و توجه بشكره الكبير إلى جمعية الدار الكبيرة و دعمها لإنجاح الملتقى ، ناهيك عن برامجها الاجتماعية المتميزة. وبالمناسبة ألقى زين العابدين الطاوسي رئيس جمعية الدار الكبيرة كلمة استهلها بالتنويه بدور زينب العدوي والي جهة الغرب في إنجاح هاته المبادرات الشبابية . وتوقف عند الدور الذي يلعبه المغرب في بناء السلام ، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و القضايا العربية و حرصه على تبني مبادئ الحوار و النقاش ، و كذا مقارباته المجتمعية الهادفة إلى الاصلاح الجذري و النهوض بمختلف شرائح المجتمع . كما توجه بالتحية للطلبة المشاركين من مختلف دول العالم . و تجد الإشارة إلى أن هذا الإفتتاح تميز بحضور عدد من الفعاليات المدنية و الجمعوية والشبيبية ، و سفراء بعض الدول الأجنبية . وتتواصل الورشات والندوات الموضوعاتية بفضاءات جامعة ابن طفيل.