عبرت أول أمس الثلاثاء زينب العدوي والي جهة الغرب الشراردة بني حسن عامل إقليمالقنيطرة، عن اعتزازها بالمشاركة المغربية من أبناء الجالية في هيئة متطوعي الشرطة اللندنية ببريطانيا، والتي تجسد على حد تعبيرها "نموذجا للاندماج الناجح في بلد الاستقبال". وقالت العدوي وهي تستضيف بمقر ولاية جهة الغرب نخبة عن متطوعي الشرطة اللندنية ببريطانيا يتقدمهم المغربي طارق حردادو رجل المباحث في فتيان هذه الهيئة،" أنا جد سعيدة باستقبالكم هنا بمقر ولاية جهة الغرب الشراردة بني حسن". وأكدت العدوي أن زيارة فتيان متطوعي الشرطة اللندنية ببريطانيا والوفد المرافق لهم لولاية الغرب، جاء عقب تسجيل العام الماضي مرور 800 عاما على قيام العلاقات الدبلوماسية بين المملكتين المغربية والبريطانية. واطلعت العدوي الوفد البريطاني عن أهم الإصلاحات الدستورية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي دشتنها المملكة منذ تسلم الملك محمد السادس العرش عام 1999، مشددة على ورشي إصلاح مدونة الأسرة لفائدة إنصاف المرأة و إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية...وغيرها من الاوراش المجتمعية. وكشفت العدوي بهذه المناسبة عن فرص الاستثمار الواعدة بجهة الغرب وحجم المشاريع المهيكلة المبرمج التي ستغيير معالم مدينة القنيطرة والجهة، مرحبة في ذات الاطار باهتمام المستثمرين البريطانيين بمؤهلات جهتها المعبر عنها على هامش اللقاء المنظم من طرف الغرفة العربية- البريطانية العام الماضي. ونوهت العدوي بمجهودات الأميرة للا جمالة العلوي سفيرة المملكة المغربية ببريطانيا العظمى المبذولة لفائدة الوطن، وعلى اهتمامها بجهة الغرب وفرص الاستثمار بها، ودعمها لمختلف مبادرات خدمة الجالية المغربية كمبادرة هيئة متطوعي الشرطة البريطانية التي" اكتشفتها خلالها زياتي في ماي الماضي للندن"، تقول العدوي. وكانت الشريفة للا جمالة قد استقبلت العام الماضي طارق حردادو المتطوع المغربي في صفوف الشرطة اللندنية، والذي كان مرفوقا على الخصوص بوالديه والمشرف عنه. وذلك في إطار حرص سفارة المملكة المغربية على تشجيع الشباب الواعد والموهوب، ومواكبة أفضل للنجوم الصاعدة في الحياة العامة، وضمان الانفتاح على مجموع مكونات الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا. وقالت سعاد طالسي رئيسة جمعية " الحسنية" للنساء المغربيات ومنسقة الوفد البريطاني في تصريح للصحافة" إن هذه الزيارة جاءت بدعوة من السيدة والي جهة الغرب عامل إقليمالقنيطرة زينب العدوي وهدفها هو تعزيز العلاقات المغربية البريطانية وتبادل التجارب والخبرات وهذا ما يشهد به برنامج عمل وفدنا بجهة الغرب الذي يتضمن لقاءات مع مسؤولين بالأمن الوطني كذلك". ............ بروفايل.............................. طارق حردادو.. مغربي في مباحث شرطة لندن لا يخفي الشاب المغربي طارق حردادو مشاعر الفخر والاعتزاز، بعد نجاحه في ارتداء الزي الأزرق لمتطوعي الشرطة اللندنية، وهي مهمة وإن كانت تتطلب الكثير من الشجاعة والتفان والتضحية، فإنه بدا مؤهلا بشكل طبيعي للتحلي بها، على اعتبار أنها تشكل مكونا أساسيا من مكونات الهوية المغربية التي يعتز بالانتماء إليها. لقد ظل حلم الانضمام إلى شرطة لندن، حلما يراود طارق منذ سنوات، سعيا منه إلى أن يشكل نموذجا للاندماج الناجح في بلد الاستقبال ويقدم صورة مشرقة ومضيئة للشباب المغاربة الذين بالرغم من إقامته واستقرارهم بانجلترا، فقد حافظوا على تعلقهم بقيم الانفتاح والتسامح والتفاهم المتبادل التي تميز الشعب المغربي. وعلى الرغم من تشبعه بقيم الثقافة الأنجلو-ساكسونية، فقد ظل طارق وفيا لبلده الأم المغرب، حيث ما يزال يسكن كل ذرة في روحه وقلبه ويسري حبه فيه مسرى الدم في العروق. وقد شكل هذا الازدواج الثقافي، إلى جانب مساره التعليمي الناجح، عاملا مهما وحاسما في تشكيل شخصية الشاب المغربي وفتح أمامه آفاقا أرحب في الحياة. ويحظى رجل المباحث الشاب في شرطة لندن، والذي يطفئ هذه السنة شمعته الخامسة عشرة، باحترام وتقدير كبيرين من لدن جميع المحيطين به من أصدقاء ومدرسين وموجهين، بسبب التزامه وجديته وتفانيه وقوة شخصيته وعزمه الكبير على التطوع لخدمة الآخرين ولاسيما الأشخاص في وضعية الهشاشة والمحتاجين. ويتوقع كل من يعرف طارق حردادو عن قرب، أن يشق هذا الشاب المغربي طريقه نحو مستقبل لامع ومشرق. وقد حفزته شجاعته وإقدامته وتحليه بروح المسؤولية والتفاني ونكران الذات على الالتحاق بصفوف هيئة متطوعي الشرطة، والتي استطاع أن يتطور في صفوفها بسرعة مدهشة حيث تمكن من حصد العديد من الجوائز وشهادات الاعتراف والتقدير، التي تؤكد تشبعه بكل القيم والمؤهلات التي تجعله في خدمة المجتمع بشكل دائم. ويتذكر زملائه في هيئة متطوعي الشرطة، بكثير من الفخر والإعجاب، محطات عديدة أبان فيها طارق حردادو عن بطولة وشجاعة نادرة، ومن بينها على سبيل المثال قيامه في إحدى المرات بالقفز في الماء البارد، بدون أدنى تردد، من أجل إنقاذ السيدة جاين ريشاردسون التي تضطلع بدور المشرفة عليه، من موت محقق. وكانت المشرفة قد هوت في قاع بحيرة بعد فقدانها الوعي إثر انقلاب قاربها فجأة. وقد هيمنت هذه المبادرة الشجاعة، بشكل كبير، على أجواء حفل تسليم الجوائز لمتطوعي الشرطة برسم سنة 2013، حيث أعرب الكثيرون خلال هذا اللقاء، الذي حضره عدد من سامي المسؤولين في شرطة منطقة لندن والمنتخبون المحليون والقنصل العام للمغرب ببريطانيا، عن إعجابهم وتقديره لشجاعة الشاب المغربي. وسعيا منها إلى تشجيعه وتحفيزه على المضي قدما في إنجازاته وعمله المتميز، سواء على مستوى الدراسة أو التطوع، ستستقبل سفيرة المغرب ببريطانيا للا جمالة المتطوع المغربي في صفوف الشرطة اللندنية، والذي كان مرفوقا على الخصوص بوالديه والمشرف عنه. لقد جاء ذلك الاستقبال في إطار حرص سفارة المملكة المغربية على تشجيع الشباب الواعد والموهوب، ومواكبة أفضل للنجوم الصاعدة في الحياة العامة، وضمان الانفتاح على مجموع مكونات الجالية المغربية المقيمة ببريطانيا. ولا غرو أن استقبال طارق من طرف الشريفة للا جمالة بلندن و حلوله ضيفا والوفد المرافق له على الوالي زينب العدوي بالقنيطرة، ستشكل حافزا إضافيا له، ومعه كل الشباب المغربي التواق إلى تمثيل وطنه المغرب أحسن تمثيل.