شق الممثل المصري عمرالشريف طريقه من المحلية إلى هوليوود حتى أصبح من أبرز النجوم العرب الذين حققوا شهرة عالمية بلغت ذروتها في فيلمي (دكتور زيفاجو) و(لورانس العرب) وقدم على مدى نحو ستة عقود مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونة البارزة حتى وفاته اليوم الجمعة. ولد ميشيل ديمتري شلهوب وهو الاسم الحقيقي للفنان الراحل عام 1932 في مدينة الإسكندرية الساحلية بمصر وتلقى تعليمه في مدرسة فيكتوريا وكان زميل دراسة للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد (1935 - 2003) والمخرج المصري يوسف شاهين الذي اكتشفه ومنحه البطولة في أول أدواره أمام عدد من نجوم السينما آنذاك في فيلم (صراع في الوادي) عام 1954. وشارك الشريف الذي يعتبره سينمائيون من ألمع النجوم في تاريخ السينما المصرية في بطولة أفلام تعد الآن من الكلاسيكيات منها (بداية ونهاية) و(صراع في النيل) و(في بيتنا رجل) و(إحنا التلامذة). وتزوج الشريف الممثلة المصرية فاتن حمامة الملقبة بسيدة الشاشة العربية بعد قبلة شهيرة في آخر مشاهد فيلم (صراع في الميناء) عام 1956. ومن أفلامهما معا (سيدة القصر) و(أيامنا الحلوة) و(أرض السلام) و(نهر الحب) و(لا أنام). وكان الفيلم المصري (المماليك) الذي عرض عام 1965 آخر أعمال الشريف قبل أن يغادر بلاده. وكانت البداية القوية للشريف في السينما الأمريكية عام 1962 حين اختاره المخرج البريطاني ديفيد لين لآداء دور الشريف علي في فيلم (لورانس العرب) أمام ممثلين يحظون بشهرة عالمية في مقدمتهم البريطاني بيتر أوتول والأمريكي أنتوني كوين. وبعد هذا الفيلم شارك الشريف في عدد من الأفلام الإيطالية والفرنسية. ولكن مشاركته في السينما الأمريكية كانت الأكثر غزارة وبروزا ومنها (دكتور زيفاجو) و(فتاة مرحة) و(سقوط الإمبراطورية الرومانية) و(تشي) عن الزعيم الأرجنتيني الأشهر تشي جيفارا الذي شارك في الثورة الكوبية. وعاد الشريف للسينما المصرية عام 1984 بفيلم (أيوب) المأخوذ عن إحدى قصص الروائي نجيب محفوظ. كما قام ببطولة فيلم (الأراجوز) عام 1989 إضافة إلى مشاركته في فيلمي (المواطن مصري) عام 1991 و(ضحك ولعب وجد وحب) عام 1993 و(حسن ومرقص) عام 2008 مع الممثل المصري عادل إمام و(المسافر) عام 2009 مع خالد النبوي. كما قدم مسلسل (حنان وحنين) في 2007 والذي شاركه بطولته نسرين إمام وسوسن بدر ومادلين طبر وأحمد عزمي. ولم تنقطع علاقته بالسينما الأمريكية إذ شارك عام 1999 في فيلم (المحارب 13) الذي قام ببطولته الممثل الأمريكي-الاسباني أنطونيو بانديراس. كما قام عام 2003 ببطولة الفيلم الفرنسي (السيد إبراهيم وزهور القرآن) وفاز عن دوره بجائزة أحسن ممثل (جائزة سيزار الفرنسية) في فبراير شباط 2004.