مواجهات دامية جديدة تعيشها منطقة غرداية في عز رمضان، الاقتتال الطائفي الذي يهدد المنطقة منذ مدة يتصاعد حيث أفادت عن تجدد المواجهات الطائفية بين مجموعات من الشباب من الميزابيين (أمازيغ إباضيين) وآخرين من الشعانبة (عرب سنة)، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، بعد صلاة التراويح، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة وتخريب وحرق العديد من المحلات والمساكن ومركبات وواحات نخيل وتجهيزات ومرافق عمومية. وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر، أفادت أن الأحداث أسفرت عن مقتل شخصين تأثرا بجروحهما إثر الاشتباكات التي شهدتها مدينة بريان الواقعة على بعد 45 كلم شمال عاصمة الولاية، كما سجل إصابة العشرات بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي طالت الممتلكات. الوكالة الرسمية أضافت أن شخصا آخر قتل في مدينة القرارة ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 22 سنة أصيب بجروح بليغة بعد تعرضه لمقذوف، ليتم نقله إلى مستشفى مدينة القرارة في حالة "حرجة"، وقد تدخلت قوات الأمن من أجل تهدئة الأوضاع وتفريق الشباب باستعمال القنابل المسيلة للدموع. بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، قال إنه إثر الأحداث التي شهدتها منطقة الڤرارة بغرداية فجر الثلاثاء والتي أدت إلى وفاة شاب يبلغ من العمر 17 سنة وإصابة شابين آخرين بجروح، تنقل اليوم قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد. المدينتان اشتعلتا حسب مصادر متفرقة في الجزائر، مساء الثلاثاء في زمن متقارب، لتتواصل المواجهات إلى ما بعد فجر أمس، بين السكان من المزابيين والعرب، وذلك بعدما أعلن ملثمون كانوا على متن دراجات نارية ما سموها بالحرب وهم رافعين راية الانفصال في كل من بريان والڤرارة. وسقط القتيل الأول المدعو «عبد الله زهير» 18 سنة بحي المجاهدين في مدينة الڤرارة عن طريق ما يسمى ب«الرش»، وذلك بعدما هاجم ملثمون حي أولاد السايح وحي أولاد سيدي امحمد، حيث شهد الحيان أعنف المشادات التي استعملت فيها الأسلحة النارية و «الرش» وقارورات المولوتوف، بالإضافة إلى مقذوفات الألعاب النارية الحارقة، مع حرق عدة منازل ومحلات تجارية. كما شهدت مدينة بريان هي الأخرى اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل شخصين وهما «اسماعيلية عمار» في الثلاثينيات، والمدعو «عكاشة» في الأربعينيات، وذلك عن طريق طلقات نارية، كما تم نقل ثمانية أشخاص إلى مستشفى ترشين إبراهيم بسيدي اعباز أصيبوا بطلقات نارية في حي باب السعد ومدخل مدينة بريان من الجهة الجنوبية، بالإضافة إلى نقل شرطي تم دهسه عمدا من طرف أصحاب الراية الصفراء، وقالت مصادر محلية من مدينة بريان إن حي باب السعد تم حرقه كليا، وأن العائلات القاطنة هناك تم تهجيرهم إلى مختلف المناطق. ولم تتمكن قوات الشرطة من السيطرة على الموقف مما أدى إلى انسحابها، حيث أفادت صحف جزائرية أن قوات من الدرك الجزائري في مدينة بريان تدخلت من أجل تفرقة المتناحرين وفتح الطريق الوطني رقم 1، وذلك بعد انسحاب وحدات الأمن من المنطقة. وتراوحت ردود فعل الفاعلين الجزائريين بين تحميل السلطة المسؤولية، وهي التي لم تضع حدا للاقتتال الذي انطلق منذ مدة، ولم تتمكن عملية تنصيب لجنة وزارية مشتركة مكلفة بدراسة سبل ووسائل التحكم في الوضع بمنطقة غرداية من وضع حد للتوتر، فيما اتهم آخرون المتصارعين السياسيين بإذكاء الصراع، بينما يطالب عدد من الجزائريين بالكف عن استغلال البعد الطائفي في تفسير ما يجري داخل هذه المنطقة، معتبرين أن الأحداث التي تعيشها غرداية صورة مصغرة للاحتقان الذي تعيشه البلاد. عبد الكبير اخشيشن