شبّ حريق مهول يوم الجمعة الماضي بميناء الجرف الأصفر، ما استنفر مختلف السلطات المحلية والأمنية وعناصر الوقاية المدنية لدى المكتب الشريف للفوسفاط، التي هرعت إلى الميناء ذاته، من أجل تطويق ألسنة اللهب قبل أن تصل شراراتها إلى الوحدات الصناعية. الحريق جاء على إثر اندلاع النيران بحمولة لمتلاشيات الحديد، تم تفريغها برصيف الميناء من طرف إحدى السفن التجارية القادمة من أوربا الشرقية، قبل أن يتم نقلها صوب شركة لتصنيع الصلب والحديد، باعتبارها الوجهة القادمة إليها. و يُرجح أن ترتبط أسباب اندلاع الحريق بارتفاع درجة الحرارة و التفاعل الكيماوي لبعض المواد الموجودة ضمن متلاشيات الحديد. و استغرقت عملية إخماد الحريق حوالي 3 ساعات، بعد تجنيد 4 شاحنات صهريجية وأخرى من نوع «رموك» ذات خراطيم مائية تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط. ويعد هذا الحريق الثاني من نوعه، الذي يشهده المركب الكيماوي للجرف الأصفر في ظرف زمني لا يتعدى 5 أيام، إذ سبق أن كانت وحدة إنتاج الحامض الفوسفوري (مغرب فوسفور 3 و 4) مسرحا لحريق آخر يوم الأحد ما قبل الماضي. و شبّ هذا الحريق أثناء محاولة إحدى شركات المناولة إصلاح خزان للحامض الفوسفوري، حيث ارتفعت درجة الحرارة بمادة «الكواتشو» داخل الخزان لتنطلق الشرارة الأولى للنيران. و فيما لم يخلف الحريقان معا خسائر في الأرواح، جراء التدخل الفعال لعناصر الوقاية المدينة لدى مصلحة السلامة بالمركب الكيماوي للجرف الأصفر، فقد أديا بالمقابل إلى تسجيل خسائر مادية جسيمة.