«اسلامة .. سلامة، معندكم مايدار .. غير لبانت ليكم .. باغين تكتبو عليها !»، كلمات حاول من خلالها جمع الموثقين الذين حجوا لبهو ابتدائية مدينة «برشيد» صبيحة يوم أول أمس، التستر على فضيحة زميلهم، المتهم ب «النصب والاحتيال» !. بعد عناء يوم طويل، بدوا له كمن خرجوا من رحم الغيب، وهم يحاولون لملمة الأمر بطريقة غريبة، عبر فرض اكتتاب خاص بينهم، لتأمين مجموع المبالغ التي في ذمته، بينما هو أسلم رأسه المتثاقل ليغرق في كفه الحانية، بكل راحة وسكون. قضية الموثق المتهم ب «النصب والاحتيال، و إصدار شيكات بدون رصيد»، جرى تأجيلها إلى جلسة الثلاثاء المقبل، بعدما جرى اعتقاله من طرف عناصر المنطقة الأمنية ببرشيد، التي أحالته في حالة اعتقال يوم الخميس الماضي، على مصالح النيابة العامة. لم يتطلب الأمر سوى سويعات لتحيله بدورها وفي نفس اليوم على المحكمة الابتدائية بالمدينة، حيث ارتأى رئيس الهيئة المختصة بالبت في قضيته، تأخير الجلسة من أجل إعداد و توحيد هيئة الدفاع، التي بلغ عدد أعضائها ستة محاميين، خاصة وأن الموثق متهم في أكثر من قضية بكل من مدينتي «برشيد» و «الدارالبيضاء»، ومن جهة أخرى، أفادت مصادر مطلعة، أن المتهم كان قد أصدر في وقت سابق شيكات لزبنائه تجاوزت قيمتها المالية 400 مليون سنتيم، بعدما بدد مجموع المبالغ المودعة لديه من طرف الزبناء المتعاملين مع مكتبه، وقام بالمقابل بمنحهم شيكات تبين فيما بعد أنها بدون مؤونة. بداية النهاية كانت مع تقديم أحد الأشخاص شكاية، اتهم فيها الموثق المذكور، بممارسة النصب و الاحتيال عليه، بعدما تقدم إليه شخصان أوهماه أنهما سيمكانه من قطعة أرضية بمبلغ مالي مهم، و محدد في 90 مليون سنتيم، بعدها قاما باستدراجه عند الموثق من أجل إنجاز الوثائق المطلوبة، وإيداع المبلغ المتفق عليه، غير أنه فوجىء بالموثق يواجهه بوثيقة قانونية عبارة عن اعتراف بدين، في سابقة وصفت بالخطيرة حسب المتتبعين، مادامت الوثيقة الأخيرة يمكن إنجازها لدى كاتب عمومي، والتصديق عليها لدى السلطات المحلية، الخطوة الأخيرة اعتبرها الراغب في اقتناء القطعة الأرضية، نصبا واحتيالا وقع ضحيته من طرف الموثق، الأخير رفض كل محاولات عقد الصلح مع دفاع المتهم، ومن المنتظر حسب نفس المصادر، أن تكشف مرافعات النيابة العامة في القضية عن حقائق هامة لها علاقة مباشرة بموضوع الموثق المعتقل. برشيد: الزيتوني الغزالي