تمكنت فرقة محاربة الجريمة الإلكترونية، التابعة لمصلحة الفرقة الولائية الجنائية بالدار البيضاء من فك لغز التنصتات الهاتفية على شركات تشتغل مع وزارة التعليم، فبعد تحقيقات طيلة أسبوع بين الرباط والدار البيضاء وضعت الفرقة اليد على أولى خيوط الهزة التي عاشتها وزارة التعليم بشأن البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم. القضية بدأت بخبر يفيد أن وزير التعليم أوفد مراسلة مستعجلة إلى مدراء الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، تطلب معطيات تتعلق بالصفقات التي أبرمتها الأكاديميات مع شركتين حددتهما بالاسم. ومع تسريب الخبر حدثت ضجة حول الطريقة التي تم بها تسريب الخبر. وفي حينه بدأ الحديث داخل وزارة التعليم يتردد عن وجود صفقة سرية تهدف التخلص من تبعات التقارير الخاصة ببعض صفقات البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم، لكن ما كان يغيب عن وزير التعليم هو أن العملية كلها عبارة عن تصفية حسابات استخدمت فيها عمليات تنصت على الشركتين المذكورتين تشبه حرب «الجاسوسية». الفرقة الولائية لمحاربة الجريمة الإلكترونية، تمكنت من اعتقال عاملين بالشركة المذكورة، والمتهمين بالتنصت على رب عملهما، ونقل عدد من المكالمات التي كانت تجرى بين صاحب الشركة ومسؤول سابق بأكاديمية الرباط، بعد تسجيلهما داخل الشركة، وبعد ذلك تم تسريب هذه المقاطع إلى مواقع التواصل الإجتماعي. المتهمان اللذان اعتقلا، قدما إلى القطب الجنحي بمحكمة عين السبع بعد التحقيق معهما. وخلال أطوار التحقيق، ورد اسم مسؤول كبير بأكاديمية الرباط باعتباره العقل المدبر لعمليات التنصت على خلفية صراع بينه وبين الشركتين المعنيتين، والذي يمتد تاريخه إلى بدايات البرنامج الاستعجالي. ورود اسم المسؤول الكبير بأكاديمية الرباط، ارتبط خلال عمليات التحقيق باسم عامل بأكاديمية الرباط تربطه علاقة قوية بالمسؤول الكبير. المتهمان يتابعان في حالة اعتقال، حيث وضعهما قاضي التحقيق بسجن عكاشة. وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، تفيد مصادرنا أن فضيخة من العيار الثقيل قادمة في الطريق وستكشف جزء من حرب الصفقات التي تهم البرنامج الاستعجالي، خصوصا وأن المعطيات المتوفرة تؤكد وجود علاقة قوية بين هذه الاعتقالات وعدد من الصفقات التي كانت موضوع احتجاجات من قبل مفتشين بوزارة التعليم، سبق ورفضوا التوقيع عليها بعد وقوفهم على عمليات تحايل وتوجيه للصفقات، كان الهدف منها احتكارها لفائدة لوبي الصفقات بوزارة التعليم، والذي أشعل حرب الصفقات من جديد، بعد كمون خلال عمليات إجراء الافتحاصات الخاصة بالبرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم.