وزارة التربية الوطنية لا تعيش فقط نهاية سنة ساخنة بسبب الامتحانات، بل تنهي السنة بسخونة يحاول لوبي الصفقات الفاسدة أن يمرر فيها مخططا لتصفية منافسيه عبر عمليات انتقاء موجهة، غير أن انتفاضة مجموعة من الأطر المتابعة لهذا الملف أعادت ملفات الفساد التي سبق لتقارير المفتشية العامة لوزارة المالية، وتقارير الافتحاص الدولي أن توقفت عندها سواء في التفاصيل أو التوصيات. وزير التربية الوطنية الذي طلب الملف من جديد، ينكب حسب مصادرنا، على مراجعة الطريقة التي قدم له بها الملف، والتي ستقود حسب مصادرنا إلي إعادة فتح العديد من الملفات الراقدة منذ مدة، فالوزارة تتوفر على ثلاث افتحاصات كبرى، والخلاصات التركيبية موجودة قبل مجيء الوزير الحالي، وهو ما يجعل إمكانية فتح ملف صفقات عديدة أمرا قائما خلال هذا الصيف. ما يجري بوزارة التربية الوطنية، يقول مصدر قريب من الملف، هو محاولة الالتفاف على خلاصات التقارير التي وصلت إليها هذه الافتحاصات، والتي طرحت علامات استفهام حول عدد من الصفقات سواء في طريقة إعدادها من قبل الأطر التعليمية التي أوكلت لها مهام تهييء الصفقات والإشراف عليها، أو من قبل شركائهم المحددين الذين سبق للتقرير الأخير للمكتب الدولي المعروف اختصارا ب«ك، ب م ج» أن لاحظ استحواذهم لجل الصفقات بعد أن يتم إقصاء منافسيهم بوسائل تتنافى ومنظومة القوانين المنظمة للمقتنيات العمومية. صفقات عديدة سبق لعدد من المفتشين من داخل الوزارة أن احتجوا على طريقة إعدادها، ومنهم من تعرض لكل صنوف التهديد والإقصاء، لإبعاده من متابعة سلامة إعداد الصفقات، وبالرغم من كل ذلمك تم تمرير هذه الصفقات، والتي تم رفضها من قبل لجن مختصة، وبالرغم من كل ذلك تمكن لوبي علبة الصفقات من إعادة تمريرها بالمواصفات الفاسدة نفسها في الإعداد والتي كانت تخدم توجهاتهم في الإبقاء على مموننين محددين تربطهم بهم علاقات سنوات من إسناد الصفقات. ومن الصفقات التي سبق الاحتجاج عليها كثيرا صفقة غريبة تم تنفيذها بأكاديمية بني ملال، وشابتها اختلالات لو توفرت المراقبة القبلية لما تمكن لوبي الصفقات من تمريرها، حيث تم تفصيلها علي المقاس، بحيث عجزت كل الأطراف المنافسة في الصفقة في مجارات الحبكة التي تم إعدادها لتمرير هذه الفقة بكل الوسائل لجهة واحدة، حيث تم تجميع أجزاء الصفقة من ملابس رياضية ومكتبية ووسائل ديداكتية في صفقة واحدة، وتم وضع أرقام كبيرة في عينات الاختيار، لينفرد لوبي الصفقات بها لاستحالة مشاركة باقي المتنافسين، وبعد تنفيذ الصفقة حصلت احتجاجات خلال عمليات التسليم. المتابعون لمحاولة تصفية هذه الملفات، والتي عرفت ارتفاعا كبيرا في تكلفتها مقارنة مع ما كان موجودا في السوق، حينها يتهمون جهات إدارية بتخصصها في خدمة هذا التوجه الذي كلف ميزانية البرنامج الاستعجالي مبالغ كبيرة، كان من الممكن اقتصادها. المتابعون لهذا لملف المتشابك يتحدثون عن عودة ملف صفقة مريبة أبرمت بالرباط خلال سنة 2014، والتي ستشكل المرجع لتتبع طرائق التلاعب بمالية البرنامج الاستعجالي، حيث تشكل نموذجا قريبا لما ظل يجري داخل أكاديميات عديدة، وستقدم إجابات عن الخلاصات التي وصل لها التقرير الدولي الذي أجري على البرنامج، والذي كانت نتائجه كافية لتحريك كل أشكال الافتحاص لوضع حد لتسيب لا زال مستمرا. ما تعيشه وزارة التعليم في نهاية هذا الموسم قد يبقي الباب مفتوحا أمام صيف ساخن، سيمكن من فتح كل ملفات الفساد التي جعلت إمكانية علاج مستعجل لحالة التعليم بالبلاد، مناسبة لتأسيس شبكة من المصالح، جعلت بنايات تم تشييدها تتحول إلى خرب، وجعلت كميات هائلة من الوسائل التعليمية التي كدست في مخازن عشوائية عرضة للتلف.