انطلقت أمس السبت بموقع شالة التاريخي تحت شعار "موسيقى في كل ميناء"، فعاليات البرمجة الخاصة التي تحمل في إطار الدورة الرابعة عشر لمهرجان "موازين..إيقاعات العالم"، شعار "موسيقى في كل ميناء"، برحلة موسيقية ساحرة مع فرقة سريشتي راجاراني بجنوبالهند. غناء ورقصا، أمتعت الفرقة التي يقودها بجدارة الزوج الهندي نينا راجاراني وياداف يادافان، مصحوبين بعازف كمان وعازف بيركسيون، جمهور الموقع التاريخي في أولى عروض هذه الفقرة التي تحتفي بالألوان الموسيقية التراثية التي تشتهر بها العديد من الموانئ من مختلف القارات، بدءا بميناء ناغاباتينام الذي ينحدر منه أعضاء الفرقة الهندية. ويبدو الرصيد الغنائي الموسيقي للفرقة مطبوعا بتأثيرات ثقافة التاميل نادو، في أقصى جنوب شبه الجزيرة الهندية، حيث يمتد ساحل كبير بواجهة بحرية على سريلانكا. ويتميز هذا التقليد الموسيقي الذي يحمل اسم بهاراتاناتيام برقصة خاصة يعود أصلها إلى الطقوس الدينية الممارسة في المعابد، لتصبح اليوم فنا على المسرح غنيا بالرموز. وقالت الراقصة نينا راجاراني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "هذه الموسيقى كانت تؤدى أصلا في المعابد، في أجواء مطبوعة بالخشوع والروحانية، قبل أن تفرض نفسها كجزء من الرصيد الموسيقي الهندي التقليدي". نينا لا تلج المنصة، مرتدية البذلة الهندية المزركشة، إلا في الجزء الثاني من العرض، بينما ينشط الشطر الأول زوجها ياداف يادافان، مغني الفرقة. وبدا أن أداء الفنانين الهنديين سحر جمهورا ظل مشدوها أمام قوة الارتجال في تعاقب النص المغنى والوصلة الموسيقية بالكمان والبيركسيون. وأوضحت نينا التي تعمل رفقة زوجها على صيانة هذا الموروث الفني العريق أن "جزءا كبيرا من الموسيقى مرتجل والعازفون مدعوون الى مصاحبة النص المغنى". رقصة نينا، المصحوبة بالموسيقى، تؤدى على مراحل وتتخذ تعبيرات شتى. بعض الأطوار الموسيقية والراقصة يقدم مشهدا حكائيا، وبعضها الآخر يركز على أداء راقص وتعبيرات وجه الراقصة. أما عرض موقع شالة فيحكي، حسب نينا، قصة عاطفية، لشابة تعيش تعاسة الفراق عن حبيبها. وتتطلع سريشتي نينا راجاراني إلى إنتاج أعمال فنية تحافظ على أصالة الرقص والموسيقى الهندية التقليدية من خلال تقديمها بشكل مجدد في إطار عصري. وعلى عادة الدورات السابقة، يتحول موقع "شالة" الأثري، الفضاء الشعري الذي يغري بالحلم والتيه إلى مركز إبداع غنائي غير مسبوق، حيث يشهد إبداعات بلدان بعيدة تروم إحياء التقاليد الموسيقية الأكثر تميزا في المعمور. ويستضيف موقع شالة عدة موانئ مشهورة تزدهر فيها ألوان موسيقية تقع على الحدود بين الشعوب المختلفة، وبين الشرق والغرب، وبين القرية والمدينة، وبين المقدس والعادي. وتتوزع هذه الموانئ، بين ميناء أثينا (كاترينا فوتيناكي)، وإسطنبول (أزليم أزديل)، ومالقة (لويس دي لا كراسكا)، ونغاباتينام (سريشتي نينا راجاراني)، وبوينوس آيريس (ديبورا روس)، وبرايا (كارمن سوزا)، ولشبونة (ماريا بيراسارت) ومارسيليا (لو كور دو لا بلانا). وخلال هذه الحفلات اليومية، يمتزج الرقص بالغناء حتى يصور للجمهور ذلك الرابط الذي يجمع كل مدينة بمينائها، وكل بلد بمحيطه وبالبلدان المجاورة له، سواء أكانت قريبة أم بعيدة. وبطبيعتها المتحولة، ستسرد الموسيقى قصص كافة الأسفار ومسافري العالم، كما ستذكر الحاضرين بأجواء الطرق البحرية والرحلات الاستعمارية ووصول المنتصرين والاستقرار المحفوف بالمخاطر واللقاءات الإنسانية واختلاط الثقافات. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)