"بلغ عدد المدن بدون صفيح حتى الآن 53 مدينة، بعدما كان الهدف المرسوم هو بلوغ 80 مدينة بدون صفيح"، القول لنبيل بن عبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة يوم الاثنين بمقر عمالة الخميسات، بحضور منصور قرطاح عامل الإقليم، وحسن الفيلالي رئيس المجلس الإقليمي، إضافة إلى عبد السلام بويرماني رئيس بلدية الخميسات، وباقي المتدخلين، بهدف القضاء التدريجي على السكن غير اللائق. وفضل الوزير المعني عدم الخوض في أسباب تعثر هذا البرنامج، الذي عزاه إلى استعصاء استخلاص مساهمة السكان المستفيدين من البرنامج، وكذا انتقال عدد السكان من 260 ألف أسرة التي تعيش وضعية السكن غير اللائق من سنة 2010، ليصل عد الأسر في الوقت الراهن على حد قوله إلى 380 ألف أسرة، أي بزيادة بلغت 120 ألف أسرة، نتيجة الضغط الذي تعرفه العديد من المدن، والهجرة من العالم القروي صوب الحواضر، ناهيك يستطرد المتحدث ذاته، عن عدم التحضير بشكل كافي إلى احتضان هؤلاء الوافدين، ودخول "سماسرة السكن العشوائي" على الخط، وبالتالي "هذه عوامل من ضمن أخرى ساهمت في هذا التزايد المضطرد للسكن غير اللائق ببلادنا". واستطرد المتحدث ذاته، "القضاء على ظاهرة السكن غير اللائق، أولوية وزارتنا، وأهمية بالغة كان ولا يزال صاحب الجلالة يليها لهذا البرنامج، الذي يهدف إلى تحقيق الإدماج الاجتماعي، الذي كان أعطى انطلاقته منذ سنة 2010، ولتدارك هذا التعثر خصوصا أن العديد من المدن الوطنية تجاوزت مرحلة السكن غير اللائق وتحولت إلى دور إسمنتية، تحتاج إلى تأهيل حضري، ومن هذا المنطلق جاء برنامج التأهيل الحضري لوزارة السكنى وسياسة المدينة، هذه الأخيرة عملت على بلورة إستراتيجية عمومية إدماجية، وتشاركية تقوم على مقاربة شمولية أفقية تروم تنمية المجالات الحضرية، والتقليص من مظاهر العجز والإقصاء الاجتماعي، لأن الأمر لا يتعلق فقط بمحاربة السكن الغير اللائق، يتابع بنعبد الله، بل أساسا محاربة مظاهر الإقصاء الحضري، وتحقيق الإدماج الاجتماعي الضروري لفئات عريضة من المواطنين في دينامية التنمية، ومواصلة الاستجابة للحاجيات المتجددة. وبالتالي فان مدينة الخميسات تدخل في هذا السياق، حيث خضع مجالها الترابي لمجموعة من الاتفاقيات بلغت تكلفتها المالية الإجمالية مليار درهم، بهدف تمويل إنجاز برنامج أشغال الطرقات، وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، والتي استهدفت 23 حيا، علاوة على إعادة هيكلة الأحياء غير القانونية التي استهدفت 6 الأحياء، دون إغفال اتفاقية مدن بدون صفيح التي ستهم 8 أحياء، وبناء مستشفى متعدد الاختصاصات بمبلغ يناهز 40 مليار سنتيم، وبالتالي تكون مدينة الخميسات قد التحقت بنادي المدن الخالية من الصفيح في صيغته الجديدة المتمثلة في البرنامج الوطني للتنمية الحضرية. وعلق العديد من الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني بالقول، لماذا اختيار توقيع هذه الاتفاقيات الشراكة في هذا الوقت بالتحديد؟ آملين أن يتحقق هذا البرنامج الطموح على أرض الواقع في الأفق القريب، لأن المدينة عاشت الإقصاء والتهميش، وفي حاجة ماسة إلى تأهيل شمولي في شتى المجالات، وأن لا يكون هذا المشروع موجها للاستهلاك الإعلامي، أو يندرج في سياق الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.