"موسم طانطان تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي وعامل تنموي"، هو شعار الدورة الحادية عشر لموسم طانطان، التي انطلقت أول أمس السبت، وتستمر حتى 27 الشهر الجاري. خيام صحراوية تقليدية تمثل مايزيد عن ثلاثين قبيلة من المغرب ومن الدول الإفريقية جنوب الصحراء، نصبت على مساحة حوالي ثلاثة عشر هكتار في «ساحة التسامح والسلام» الواقعة على بعد كيلومترين من وسط مدينة طانطان التي اكتست حلة جديدة. موسم طانطان، الذي صنفته منظمة الايسيسكو من بين رواءع التراث الشفهي واللامادي للإنسانية»، أصبح، على مر السنين، شاهدا حيا على صون وتعزيز التراث الثقافي اللامادي وعلى الارتباط العميق للأقاليم الجنوبية للمملكة بأصولها وعاداتها. فهو حدث فريد تشع خلاله مكونات التراث الصحرواي والحساني، من شعر، وموسيقى، وألعاب، ورقص شعبي، فضلا عن غيرها من أشكال التعبير الشفهية والمادية، والجماعية منها والفردية. وفي هذا الصدد، قال مدير مؤسسة «امكار» المنظمة للتظاهرة وسفير المغرب في اسبانيا، فاضل بنيعيش خلال كلنته الافتتاحية إن المهرجان تكرس موقعه على مستوى خريطة المواسم الثقافية والاحتفالات التراثية بفضل إضفاء الاعتراف الدولي على فعالياته. وأضاف بنيعيش أن تقدير المجتمع الدولي لم ينبعث من فراغ، وإنما هو اعتراف أممي، على الصعيدين الشعبي والرسمي، باعتباره موسما ثقافيا دأب على الاجتماع به سنويا آلاف الرحل بالقبائل الصحراويين المتميزة بتنوع وغنى موروثها الثقافي. ويضم المعرض، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 27 ماي الجاري، حوالي 98 رواقا تعرض منتوجات ذات طابع ثقافي كالحدادة الفنية والنحاس والجلد وصناعة الأحذية والخياطة والطرز والزي الصحراوي والزرابي الخزف والعرعار والسراميك والحلي والتحف الفنية والديكور. كما يتميز المهرجان هذه الدورة الذي يحتفي بتونس ضيف شرف، بمشاركة خاصة لدولة الامارات بعدما أصبحت شريكا للموسم. وفي هذا الصدد أكد فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، أهمية هذه المشاركة في إطار حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي البدوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة. أما عبدالله القبيسي، مدير المشاريع في اللجنة، فقد أوضح للجريدة أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي تقوم بالإشراف على مشاركة وفد دولة الإمارات في طانطان، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، الاتحاد النسائي العام، اتحاد سباقات الهجن، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، تمور الفوعة. كذلك أكد القبيسي أن مشاركة الامارات هذه تأتي هذه بحجم أكبر مقارنة مع السنة الماضية قائلا: «ارتأينا المشاركة بعناصر من التراث لامادي بعدما لامسنا إقبال للجمهور على هذا التراث، كما قمنا بإضافة قسم أو رواق جديد يعنى بالتراث المتجدر في ثقافتنا أو في الثقافة المغربية والحرف التقليدية والمطعم الاماراتي والالعاب الاماراتية التقليدية». من جهته أكد المستشار بديوان امير دولة الكويت، محمد ضيف الله شرار، الذي حضر حفل افتتاح التظاهرة، ان حضوره الى مدينة طانطان للمشاركة في موسمها الثقافي يعكس الإرادة الأميرية في تعزيز التعاون الثقافي العربي وتقوية ربط الجسور التاريخية والحضارية بين اطراف الوطن العربي في الخليج والمغرب العربي.