شهد مهرجان "كان" السينمائي، في خامس أيامه، الإثنين، صراعا فرنسيا نرويجيا علي السعفة الذهبية للدورة الثامنة والستين. إذ عُرض فيلمان داخل المسابقة الرسمية، أولهما للشاب الفرنسي "ستيفان بريز" وهو " قانون السوق"، ويناقش امكانية تكيف رجل أخلاقي مع قوانين السوق . أما الثاني فهو للنرويجي "يوكيم تريير"، تحت اسم "أقوي من القنابل"، ويرصد لحظة اكتشاف صورة تحمل سرا رهيبا، قامت بالتقاطها في أفغانستان، مصورة عسكرية راحلة، تنتمي لأسرة تجتمع لتحاول تفسير الصورة. ويشارك "ستيفان بريز" للمرة الأولي في المسابقة الرسمية بفيلم ينتمي للدراما الاجتماعية ويغوص في قلب العلاقات الحميمة، من بطولة "فينسانت لاندون"، ومجموعة ممثلين هواة. ومنذ فيلمه الطويل الأول "المدن الزرقاء"، مروراً بفيلم "لست هنا من أجل الحب"، و"الأنسة شامبون"، وحتى "الربيع بعد ساعات قليلة"، لا يكف "بريز" عن وصف قصص الدراما البسيطة والمغامرات العادية. وفي فيلمه الجديد "قانون السوق"، يقبل "تييري" العاطل عن العمل منذ فترة طويلة وظيفة حارس في مؤسسة كبيرة من أجل الاستجابة إلى حاجات عائلته المادية، ولكنه يواجه في عمله صراعات غير أخلاقية لم يتصورها. ويصف الفيلم كيف تنهك عجلات العمل الفاسدة والخالية من الإنسانية، الضمير البشري. واختار "ستيفان بريز" في طاقم عمله "إيريك دومون"، المصور السينمائي المتخصص في الأفلام الوثائقية من أجل تصوير أفضل لمظاهر التحديات علي الشخصيات في العمل. واستخدم المخرج أيضاً ممثلين غير مهنيين يعملون في الوظيفة التي يجسدونها في الفيلم, ويصف النقاد ما فعله "ستيفان بريز" بقولهم: "افراط في الواقعية". أما النرويجي "جواكيم تريير" فيعيد بلاده إلي مهرجان بعد غياب امتد لعشرين عاما بفيلم "أقوي من القنابل"، حيث يرصد ما يواجه مراسلي الحروب من أزمات نتيجة المذابح والمجازر التي يشهدونها في عملهم. وتلعب دور البطولة في الفيلم، الفرنسية "إيزابيل أوبير"، ويشاركها البطولة "جيرار ديبارديه"، الذي تخلى عن جنسيته الفرنسية وحصل على الجنسية الروسية. وتقدم "إيزابيل أوبير" في فيلم "أقوى من القنابل"، دور مصورة فوتوغرافية فرنسية تقيم في نيويورك وتعمل مراسلة حربية لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أثناء تغطيتها للاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وتشهد مقتل طفل في الثامنة في غارة أمريكية، وتصور طقوس دفنه على يد عائلته. وتلتقط صوراً تتصدر الصفحة الأولى للجريدة، وتتوفى جراء حادث سيارة، ويرى أحد زملائها أنه ينبغي معرفة أن موتها لم يكن حادثا عرضيا ويبدأ في كشف الحقيقة. وينتمي جواكيم تريير إلي عائلة من مخرجي السينما وهو طالب سابق بمعهد (National Film School) بلندن وبعد رحلة مع الأفلام الوثائقية, يعود لاهتمامه السردي في "أقوي من القنابل". ودخل "تريير" بوابة الشهرة بعد فيلمه الأول الذي اثار اهتمام النقاد من حيث كتابته واخراجه "أوسلو 31 غشت" عام 2011، ويتناول الفيلم صعوبات الحياة التي يعيشها جيله. وافتتحت، مساء الأربعاء، فعاليات الدورة ال68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، حيث شهدت القرية الواقعة في الجنوب الفرنسي حضورا عالميا لعشاق الفن السابع وصناعه في العالم. وينتهي المهرجان الذي يحظى بأهمية كبرى ضمن الفعاليات السينمائية العالمية، بمراسم توزيع جائزة السعفة الذهبية في 24 مايو الجاري.