هاجم تسجيل منسوب لعزة الدوري، الرجل الثاني في النظام العراقي السابق، تنظيم "داعش"، كما عبر عن دعمه للعمليات العسكرية لقوات التحالف الدولي ضد الحوثيين في اليمن، رغم تقارير إعلامية عراقية تحدثت عن مقتل الدوري في وقت سابق. من جانبها قالت وزارة الصحة العراقية إنها لم تحصل حتى الآن على مطابقة للحمض النووي لعزة الدوري لمقارنتها بعينة من جثة يعتقد أنها تعود للدوري. وفي تسجيل صوتي بثه تلفزيون "التغيير" المقرب من حزب البعث ومقره عمان، اليوم الجمعة، قال الدوري إن ما يجري في العراق بمثابة "احتلال فارسي للبلاد تحت غطاء ديني ضيق". وتحدث الدوري في الكلمة المنسوبة له، عن دخول قوات الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب الحكومة) لمنطقة "النخيب" في محافظة الأنبار (غرب)، وهو ما تداولته الأنباء في 5 ماي الجاري، مما يدل على أن الكلمة حديثة نسبيا. ولم يتسن لوكالة الاناضول التحقق من صحة التسجيل الذي بلغ مدته نحو 15 دقيقة ونشرته مواقع على الإنترنت أيضا. وقال الدوري إن إيران "تحتل" العراق، قبل أن يضيف "كان في بعض عناوين التيار الصدري وعلى رأسهم قائد التيار السيد مقتدى (الصدر) يملك فرصة من التحدث بنوع من الحرية والآن انتهت الفرصة". "وكان في المجلس الأعلى كذلك بعض العناوين فيها خير أو بعض الخير وعلى رأسهم عمار الحكيم ورموز أخرى لا أسيمها خوفا عليهم من إيران.. أما الآن انتهى كل شيء وضع الجميع تحت الخيمة الإيرانية الحديدية"، بحسب الكلام المنسوب للدوري. ونفى الدوري في كلمته علاقة حزب البعث المحظور بتنظيم "داعش"، وقال "بالرغم من تقاطعنا الأساسي مع داعش من العقيدة إلى خطوة الميدان، فإن ما يمنعنا من اللقاء معهم هو رفضهم لنا، لأنهم يكفرون البعث ويحتجزون إلى اليوم منذ أكثر من عشرة أشهر ثلث أعضاء القيادة وعددا من ضباط الجيش السابق". وفي نبرة صوت مختلفة، فيما يبدو أنه تسجيل منفصل، دعم الدوري في كلمته التسليح الأمريكي، لكنه أعرب عن عدم ثقته بالدعم الأمريكي، للعشائر المنتفضة، قائلا إنه "يعزز وحدة العراق، وليس لتجزئة العراق كما يقول الحلف الصفوي (يعني المتحالفين مع إيران)". واعتبر الدوري هذا التسليح من أمريكا هو أول خطوة لها للتكفير عما فعلته من جرائم في حق العراق والأمة العربية، معتبرا أن أي خطوة للتسليح، من أمريكا أو غيرها، "للدفاع عن عرضهم وأرضهم مطلوبة لإيقاف الظلم والجور والمد الصفوي". لكن الدوري قال إن "الفيدراليات والأقاليم تهدف إلى تقسيم العراق"، مشيرا إلى أن "لكردستان (إقليم شمال العراق) الحق في ذلك لأن قضيتها قضية أمة ووطن". واختتم الدوري كلمته بإعلان دعمه ل"عاصفة الحزم" والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وموجها حديثه ل"الرفاق"، في كلمة تستخدم لأعضاء البعث واستخدمها الدوري مرارا في كلمته الصوتية، قال الدوري إن "إيران متعجلة على ابتلاع العراق لتبدأ بمعركتها الأساسية مع الأمة ودول الخليج والمملكة العربية السعودية، وهو ما تصدت له المملكة". ويوم 21 أبريل الماضي، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شقًا سياسيًا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية. من جانبها، قالت وزارة الصحة العراقية، إن دائرة الطب العدلي في بغداد إنها لم تحصل لغاية الآن على قاعدة البيانات الخاصة بعزة الدوري لمطابقتها مع الحمض النووي الذي استخرج من جثة شخص يعتقد أنه الدوري اعلنت ميليشيا كتائب حزب الله الشيعية عن مقتله في 17 من ابريل الماضي بتلال حمرين بمحافظة صلاح الدين (شمال). والتزمت الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية الصمت حيال إعلان مقتل الدوري، فيما سارع حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقوده الدوري إلى نفي نبأ مقتله الشهر الماضي. وقال أحمد الرديني، المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، لوكالة الأناضول إن "دائرة الطب العدلي لم تحصل لغاية الآن على قاعدة بيانات لمطابقتها مع الحمض النووي الذي استخرج من الجثة التي وصلت إلى الطب العدلي الشهر الماضي". وأشار إلى أن "الصحة لم تحصل على قاعدة البيانات الخاصة بالدوري من السفارة الأمريكية رغم مفاتحة السفارة بذلك، كما لم يتم الوصول إلى أحد أقرباء الدوري للحصول على مطابقة للحمض النووي". لكن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري "شيعي" في العراق اعتبر في 28 من أبريل الماضي إعلان مقتل عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق "ادعاء" يراد منه تسييس الانتصارات واستخدامها للصالح الفئوي والحزبي، فيما حذر من أي تدخل عربي في الشأن العراقي. وكان الدوري يتزعم تنظيما مسلحا يطلق على نفسه "الحركة النقشبندية" وينشط في شمالي ديالى (شرق) ومحافظات كركوك وصلاح الدين (شمال)، وفي وقت سابق، رصدت القوات المسلحة الأمريكية 10 ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله. والدوري، وهو الرجل الثاني في نظام صدام حسين، وأحد المطلوبين على قائمة الولاياتالمتحدة لشخصيات النظام السابق والذي بقي طيلة الفترة الماضية مختفيا باستثناء البيانات الرسمية التي ينشرها والتي دعم في بعضها تنظيم "داعش" عقب سيطرته على مدن عدة في العراق. ومنذ 17 أبريل الماضي، تضاربت الأنباء حول مقتل عزة الدوري بعد إعلان فصائل شيعية العثور على جثته بين مجموعة قتلتها في محافظة صلاح الدين، شمالي العراق. كما أعلن مسؤولون آخرون في البلاد من بينهم محافظ صلاح الدين مقتل الدوري.