التحقيقات تفضي إلى ارتباط الخلية بعناصر انفصالية من جبهة البوليساريو التحقيق في ملف الخلية الإرهابية المنتمية للدولة الاسلامية التي تم تفكيكها نهاية أبريل الماضي بالعيون، كشف عن خطورة هذه الخلية التي كانت لها أهداف تكتيكية واستراتيجة تؤكد حسب الوثائق المحجوزة حقيقة لا غبار عليها تتجلى في التواطؤ والتحالف الجلي بين شبكة الجهاديين وجبهة البوليساريو. عملية التفتيش التي تمت ببيوت المتهمين قادت إلى حجز صور ووثائق كثيرة تعكس الفكر المتطرف للمجموعة وتؤكد أن أفرادها وضعوا نصب أعينهم تحويل مدينة العيون إلى قاعدة خلفية للدولة الاسلامية، من خلال استغلال أعمال تخريبية تقوم بها عناصر انفصالية تابعة لجبهة البوليساريو والقيام باعتداءات في إطار مشروع يهدف في البداية إلى تشكيل نواة لما يدعى ب«الخلافة» في الأقاليم الصحراوية. هذه العمليات بدت واضحة في التحضيرات العملية التي بدأها أعضاء الخلية مستلهمين أعمالهم من الوثائق الجهادية التي كانوا يتوفرون عليها منها وثيقة موقعة باسم أبو عائشة الغريب والتي تبيح «قطع رؤوس الكفار»، بالاضافة إلى نسخة من كتاب عسكري للجيش الأمريكي حول «العيش في الظروف الصعبة» ترجمه شخص يدعى أبو محمد المهاجر، ثم كتاب تحت عنوان «ردود وتلميحات على منكري العمليات» لأبو الحسن الفلسطيني نشرته مكتبة «الدولة الاسلامية» يبرر تنفيذ العمليات الانتحارية من وجهة نظر الشريعة. الخلية كانت تستلهم أفكارها والمشاريع التخريبية المطابقة لما يقوم به تنظيم «الدولة الاسلامية» الإرهابي من الوثائق والكتب التي تم حجزها والتي تحرض على محاربة ما يطلقون على تسميته ب«الطاغوت» ومن بينها كتاب «جهاد من لم يحضر الجهاد» للشيخ عزالدين الرصافي والذي يدعو المسلمين إلى التحضير جسديا وعسكريا للانخراط في «الجهاد». الخلية كانت أيضا تنهل من فتاوى ابن تيمية المحرضة على «الجهاد» من أجل بلوغ الهدف الأسمى الذي خططوا له وهو إقامة خلافة إسلامية في الأقاليم الصحراوية. وثائق عديدة تم أيضا حجزها في المعدات الالكترونية وحواسيب أعضاء الخلية منها كتاب «فصول في الإمامة والبيعة» لأبي المندر الشنكيطي وكتاب «الطاغوت.. معناه وأصنافه وصفة الكفر به» الذي يدعو لمحاربة من يعتبرهم حكومات خارجة عن الشريعة، هذا بالاضافة إلى استغلال منشورات وفيديوهات لمقاتلي «الدولة الاسلامية» بمنطقة الرقة، بما في ذلك فيديوهات لإعدام جنود سوريين تم أسرهم في المواجهة التي أطلق عليها اسم «معركة تحرير المركز 93»، وفيديو لمجموعة من المقاتلين ممن يطلق عليهم اسم الشرطة الدينية (الحسبة) ويظهر بينهم المغربي نور الدين الغماري، وهم يقومون بإعدام عدد من الجنود العراقيين. يذكر أن عناصر عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني كانت قد اعتقلت أربعة أفراد ينتمون لخلية إرهابية بالعيون يوم الثلاثاء 28 أبريل الماضي. وكشفت التحقيقات الأولية عن قيام الخلية بالتخطيط لارتكاب جرائم إرهابية خطيرة بالمملكة، حيث أصدروا فتوى تجيز اختطاف أحد معارفهم بهدف حرقه حيا بعد اتهامه بالكفر، وذلك على غرار النهج الترهيبي لقادة هذا التنظيم الإرهابي. كما كشفت التحريات، أن زعيم هذه الخلية الذي تربطه علاقة وطيدة بأحد القادة الميدانيين بصفوف التنظيم الإرهابي السالف الذكر، استطاع اكتساب خبرة واسعة في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، من خلال قيامه بتجربة مواد شديدة الانفجار، تمهيدا لاستعمالها في تنفيذ مشاريع إرهابية.