في نهاية مطاف ميثاق الشرف الذي أعدت صياغته الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، وقبل أيام معدودات على بداية الحملة الانتخابية ،سيكون مآله التجميد. والظاهر أن الأحزاب السياسية ستدخل انتخابات مجلس النواب المقررة في 25 من الشهر الجاري دون أن تكون ملزمة بميثاق أخلاقي. ما عملت الهيئة التي يرأسها عبد السلام أبو درار منذ أسابيع على إعداده واستجداء التوقيع عليه من طرف الأحزاب سيركن جانبا لأن الأحزاب السياسية إرتأت أن تكون في حل منه، وثانيا لأن وزير الداخلية ومسؤولي الوزارة في اجتماعهم أول أمس مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية لم يعطوا أية إشارة تفيد أن وزارة الداخلية ما زالت متمسكة بتوقيع الأحزاب السياسية على ميثاق الشرف. انفض اجتماع وزارة الداخلية وخرج قياديو الأحزاب السياسية بفكرة أن مواد ميثاق الشرف قد تم تجميده. هذا ما اكده نبيل بنعبد الله في اتصال هاتفي مع “الأحداث المغربية” قائلا ” ما كاين ميثاق شرف” في منتصف الشهر الماضي ضرب عبد السلام أبو درار ميعادا التقت فيه بعض القيادات الحزبية دون عن الأمناء العامين للأحزاب السياسية، انفض الجمع بعدما أبدى القياديون الذين حضروا تحفظهم على نقطتين وردتا في الميثاق المعد من قبل الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، إحداهما تتعلق بقبول نتائج الانتخابات بعد الإعلان الرسمي عنها، والثانية تنص على محاربة الترحال السياسي في فترة الانتخابات. تفادى أبودرار الدخول في جدال مع الاحزاب السياسية وقبل ان تعدل المادتين وبعد يومين من الاجتماع تسلمت الأحزاب السياسية نسخة معدلة من الميثاق، مع تنقيح المادتين المعنتين بالخلاف لتصبح المادة السادسة داعية لمحاربة الترحال السياسي في مناسبة الانتخابات كما في غيرها، ولتصبح المادة الثلاثون ناصة على دعوة الأحزاب السياسية لقبول نتائج الانتخابات النيابية بعد استنفاذ كافة الطعون القضائية التي يتحيها القانون. قيادي آخر ممن حضر اجتماع وزارة الداخلية اكد للجريدة ان الشرقاوي تغاضى عن الحديث عن موضوع ميثاق الشرف ما يعني ان الداخلية لن تحرك ساكنا على عدم توقيع الاحزاب السياسية على الميثاق حتى قبيل أيام على بداية الحملة الانتخابية. عبد السلام أبو درار رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة قال في اتصال اجرته معه الجريدة ان الهيئة لازالت في انتظار توقيعات الاحزاب دون أن يعطي الكثير من التفاصيل. تبرر العديد من الأحزاب السياسية وفي مقدمتها حزب العدالة والتنمية عدم التوقيع على ميثاق الشرف باعتبار عدم استقلالية الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة في صياغة الميثاق. لحسن الداودي نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذهب أبعد من هذا عندما قال “للأحداث المغربية” إن الهيئة نابت عن وزارة الداخلية في تمرير عدد من المقتضيات التي كان الرفض مصيرها في لقاءات التي جمعت الطيب الشرقاوي والامناء العامون للأحزاب السياسية. الجيلالي بنحليمة.