خمسة دراهم لا غلا على مسكين » ما أن سمعته يردد ذلك حتى اقتربت من العربة وهي مبتهجة تقلب في مواد التجميل وكأنها فرصة لا تعوض. بدأت بأخد كريم للوجه ثم صباغة للأظافر فأقلام تحديد الشفتين،ماسكارا لتنهي فترة « الشوبينك » بواق للشمس . ماكادت تنتهي من جمع مواد التجميل حتي علا صوت زبونة،اقتربت من العربة وهي تبحث عن كريم مرطب للوجه وهي تردد « يالاه اخديتو عندك غير الأسبوع اللي فات» فتوجه نحوها وهو يحثها على البحث بدقة لكي تجده .في ظل انهماكه معها للبحث عن المنتوج» الفرصة » انبعث صوت فتاة قادم من وسط الحشد وهي تسأل البائع ببرودة أعصاب « شت ما فيهمش تاريخ الصلاحية » ليجيبها بتهكم شديد » ولا الجغرافيا؟ ليسترسل في التبرير « شتي هاذ الماكياج اللي عندي ما تلقايش في شي بلاصة اخرى كل شي عندي جديد » ليرتفع صوت قادم من الزاوية الجانبية « وشحال فيك ديال التبعكيك خودي الماكياج أنا راه ديما كنستعملو ما عمرني ما دار لي شي حاجة» فساد الصمت هنيهة ، كسره صوت البائع الذي علا من جديد لاستقطاب الزبناء « خمسة دراهم ،خمسة الدراهم » فتحلقت حوله العشرات من النساء تبحث عن أنواع مختلفة من مستحضرات التجميل. في درب السلطان كما في قيسارية الحي المحمدي ،سباتة ،شطيبة .... عربات بالجملة تعرض دون مراقبة مستحضرات تجميل منتهية الصلاحية ، تجاوز معها «الغش التجاري» المواد الغذائية ، ومختلف البضائع والسلع إلى مستحضرات التجميل ومواد النظافة الخاصة بالأطفال. مريا كغيرها من النساء آخر ما تبحث عنه هو الجودة أو حتى خطورة استخدام هذه المستحضرات أو الأضرار الجانبية لاستعمالاتها، المهم عندها هو اقتناء هذه البضائع بأقل الأسعار حتى لو كانت ذات خطورة أو منتهية الصلاحية. استمرت مريا في استعمال أدوات التجميل من مكياج و كريمات عناية وهى غير صالحة للإستعمال، فأصيبت بحساسية واحمرار للوجه وبدأت تشعر بحرقة في العين بالإظافة إلى ظهور بثور سوداء في وجنتيها دفعها إلى زيارة طبيب مختص في الأمراض الجلدية جعلها كما تقول «تدفع دم جوفها » سنة بأكملها وهي تخضع لحصص للعلاج بأدوية باهضة الثمن بعضها مستورد من الخارج فيما البعض الآخر كانت تقتنيه من الصيدليات ، نفس المعاناة تتقاسمها العديد من النساء اللواتي عن جهل أو سداجة يقبلن بشكل كبير على شراء مستحضرات التجميل التي كغيرها من المواد التجارية المعروضة في الشارع بألوان غريبة وأحجام مختلفة ، لا تحتوي علي تاريخ يبين إنتاج هذه السلعة وتاريخ انتهائها، بل لا يوجد اسم لهذه السلعة بل في كثير من الأحيان هي مجهولة المصدر ، مما يشكل خطرا على مستخدميها خاصة أنها مساحيق تلامس البشرة مباشرة ، وقد تتسبب مشاكل صحية وأمراض جلدية ،يصبح معها العلاج ذات تكلفة غالية. وهي تبحث عن مواد النظافة الخاصة بالأطفال من بودرة ومنادل ،كانت لمياء تبحث عن الثمن دون أن تعير اهتماما إلى تاريخ الصلاحية ولا نوع السلعة ومصدرها،إلى أن أصيب ابنها بالتهاب حاد استلزم علاجه فترة طويلة كلفتها مبالغ باهضة جعلتها تردد » في رخصو تخلي نصو » سعاد شاغل