كانت قاعة المرضى بالمستشفى مكتظة بالجرحى وعائلاتهم وزوارهم ،يرتفع الأنين والصراخ ويحس المصابون بالألم ،في أقصى القاعة امرأة ذات ملامح أمازيغية أطلسية بمجرد ما لمحتنا توسلت منا أن نخبرها عن مصير ابنها الذي أصيب اصابات بليغة ،تريد أن تعرف مصير ابنها إن كان مازال حيا أو فارق الحياة،بالدموع وبلغة أمازيغية لاتعرف لنا غيرها تسرد لنا ما تتذكر من رحلة السفر وتهور السائق:" جئت من خنيفرة ومنذ ركوبنا الحافلة كان السائق يسوق بسرعة فائقة كان العديد من المسافرين ينبهونه ويحاولون ثنيه عن السرعة المفرطة خاصة في المنعرجات ،غير أنه كان مصرا ولايبالي لتحذيراتهم،السرعة المفرطة سبب الحادث الأليم ..من فضلكم أخبروني عن مصير ابني ان كان حيا أو ميتا" يحيط بها أقاربها وخارج القاعة يتداولون الطريقة الأحسن والمناسبة لاخبارها بقضاء الله وقدره في مفارقة ابنها للحياة بعد وصوله الى المستشفى سيدي احساين وقد بترت أحد أطرافه العلوية . كل الناجين الذي ن اسجوبناهم يجمعون على السرعة الفائقة التي يسير بها السائق رغم كثرة المنعرجات في الطريق ،ومازالت سهام (18سنة)تتذكر تفاصيل الرحلة و الحادثة، وتتذكر كيف يصر السائق على السير بسرعة ويتسابق مع الزمن للحاق بحافلة أخرى ،تقول سهام :"كان يتفاخر ويتباهى تحت تشجيعات بعض الركاب الذين يجلسون قريبا منه (بغا يسبق الكار الاخر على البلايص في الطريق والمحطة )،في تشيكا يحس الجميع بالحافلة تميل يمينا وشمالا في منعرجاتها الخطيرة وفي منطقة تورجدال بإغرم نوكدال فقد السائق السيطرة على الحافلة فانقلبت الحافلة" كانت لحظة وقع الحادثة أقوى اللحظات التي تتذكرها سعاد :"اصطدمت الحافلة بالحاجز الحديدي الذي يوجد في المنعرج وبشدة الإصطدام اندفع الركاب وخرجوا في نوافذ الحافلة ثم بعد ذلك انقلبت الحافلة وفي الحين لقي سبعة من الركاب مصرعهم ،اصيب الجميع بالصدمة من هول ما وقع ،ساد الصمت والخوف للحظات فبدأ أحد الاشخاص في الصراخ على وفاة زوجته وابنته ،السائق لاذ بالفرار الى وجهة غير معلومة،ومساعدية لقي احدهما مصرعه على الفور فيما اصيب الثاني بجروح" وقعت الحادثة حوالي الخامسة والنصف صباحا وتأخرت سيارات الاسعاف وفرق التدخل لأزيد من ساعتين وتتذكر سهام كيف كان العديد من جرحى يصرخون ويطالبون بانقاذهم حتى لفظوا أنفاسهم،تطوع سكان الدواوير للتدخل وتقديم ما استطاعوا من المساعدة فأحظروا أغطية تقيهم من البرد والاتصال بالسلطات المحلية. أبوب طالب في معهد السياحة بورزازات ركب الحافلة من منطقة واوزيغت 40كلم عن بني ملال ،يتذكر توسلات الركاب للسائق بتفادي السرعة الجنونية التي كانت الحافلة تتخطى بها منعرجات تيزي نتيشكا ،وقبل حوالي نصف ساعة من الوصل الى مدينة ورزازات في احدى المنعرجات بعد الضغط بقوة على الفرامل انقلبت الحافلة عدة مرات وانتشرت جثث واجساد الضحايا في مختلف الأماكن في مناظر بشعة ومؤلمة . واستقبل مستشفى سيدي احساين بناصر 22 حالة اصابة، تم تحويل ثمانية الى مستشفى محمد السادس بمراكش خمسة منهم عبر طائرة مروحية ،وكان قد توفي سبعة اشخاص في عين المكان والحالة الثامنة توفيت في المستشفى .