‘‘ بهذه الزيارة إلى المغرب نكون قد أحيينا عهدا قديما مع المغرب . فأول سفينة بريطانية رست في الموانىء المغربية تحمل فرسان ملك بريطانيا وبطلب من سلطان المغرب حلت هنا سنة 1213 أي قبل ثماني قرون بالتمام والكمال ‘‘ بهذا التاريخي استقبل السفير البريطاني بالمغرب ..... الوفد الصحافي الذي استدعي لتغطية وصول البارجة الحربية ‘‘ التنين ‘‘ التابعة لسلاح البحرية البريطانية إلى ميناء الدارالبيضاء أول أمس الخميس . السفير البريطاني، الذي خاطب الصحفيين المغاربة من مدخل البارجة بمعية قبطانها ريكس فوكس، أكد بأن العلاقات المتميزة بين الممكلتين لا تستمد قوتها من الأبعاد التاريخية فقط، بل توجد في قلب الأحداث الراهنة، وتعكس مدى التعاون الوثيق بين الطرفين في مختلف المجالات، بما فيها العسكرية . وعزا السفير البريطاني أسباب زيارة البارجة البحرية البريطانية للمغرب، ورسوها بميناء الدارالبيضاء تتويجا لرحلة بحرية استغرقت ستة أشهر ونصف، على حاجة القيادة العسكرية البريطانية إلى تعميق وتنويع أشكال التعاون مع الجانب المغربي، بعد نجاح عمليات عسكرية العمليات العسكرية الأخيرة في الجنوب المغربي ونواحي مراكش، والمناورات المشتركة في عملية ‘‘ جبل الصحراء ‘‘ ضواحي مدينة مراكش في صيف العام 2014 . الغاية من تعزيز التعاون العسكري بين الطرفين، يضيف السفير البريطاني، هو إبقاء درجة التيقظ اللازمة لدرء الأخطار المشتركة على مستوى متقدم في صفوف الجانبين عسكريا، وتفعيل آليات العمل الميداني المشترك، تأهبا للحالات التي قد تتطلب مستقبلا تدخلا مشتركا يجمع الجيشين المغربي والبريطاني . القبطان ريكس كوكس، قائد البارجة الحرية البريطانية ‘‘ التنين ‘‘ شكر سلطات مدينة الدرالبيضاء على قبولها إيواء البارجة البريطانية وأثنى على الحفاوة والدفء المعروف على أهل المغرب، في مستهل كلمته بالمناسبة . العسكري البريطاني قدم لمحة سريعة عن تاريخ البارجة والعمليات التي شاركت فيها، حيث أكد أنه رغم العمر القصير للبارجة الذي لا يتعدى الخمس سنوات، فإنها مساهمتها في حفظ السلام في العالم وحماية المصالح البريطانية تظل أهم المهام التي تقوم بها. ‘‘ التنين ‘‘ هي آخر إنتاجات التكنولوجيا العسكرية البريطانية وهي آخر حبة في عقد بارجات صاحبة الجلالة ملكة عرش بريطانيا المسماة بنفس الإسم الأربعة عشر والتي دخلت الخدمة في سلاح البحرية البريطانية في الحرب العالمية الثانية. وأبرز المسؤول العسكري البريطاني في نهاية كلمته ، الدور الحيوي للتعاون المغربي البريطاني في محاربة الصيد البحري غير الشرعي والحفاظ على الأمن البحري داخل المياه الإقليمية للبلدان الصديقة وفي أعالي البحار.
تقنيا، تعتبر البارجة الحربية ‘‘ التنين ‘‘ من أهم القطع البحرية التابعة لسلاح البحرية البريطاني، وتصنف من حيث الفعالية في المراقبة ومتابعة العمليات العسكرية والمشاركة في القتال في المرتبة الثانية بعد حاملات الطائرات والصواريخ الباليستية والبعيدة المدى. يبلغ طول ‘‘ التنين ‘‘ 102 مترا وعرضها 36 مترا ومجهزة بمدرج متوسط لإقلاع وهبوط طائرت الهليكوبتر، بالإضافة إلى منصتين لإطلاق الصواريخ متوسطة المدى وخمسة مخابئ داخلية لإطلاق الطوربيدات المضادة للغواصات، وتعتبر هذه الخاصية أهم مميزات هذا النوع من الأسلحة البحرية البريطانية حيث أنه بإمكان ‘‘التنين‘‘ التعامل بفعالية مع أسلحة الخصوم على سطح البحر كالبواخر والفرقاطات والبارجات أو تحته كالغواصات .