في لحظة خاطفة، تحولت محطة الرباطالمدينة مساء الأربعاء الماضي إلى فضاء صراع عنيف بسبب مواجهات محتدمة بين زبناء القطار والمكلفين بأمن المحطة. ودخلت الأطراف في مشادات كلامية سرعان ما تحولت إلى تشابكات بالأيدي، و عنف وعنف مضاد. بعد الساعة السادسة مساء بدقائق قليلة، يعلو الصراخ، وتتزايد حدة عويل النساء أمام مشهد غير مسبوق بقلب المحطة، وغير متوقع لزبناء القطار وهم يرون أفراد الأمن يقذفون بشباب على الأدراج الثابتة و المتحركة أو وهم يركلون النساء ويُسقطونهن أرضا. العنف وفقدان السيطرة على الأعصاب كانا سيدا اللحظة، وقد استبدا بمواطنين وبعض أفراد أمن المحطة. الفئة الأولى، لأنها استنكرت طريقة الصد العدوانية والعنيفة التي اعتمدتها الفئة الثانية ضد مجازين عاطلين حاولوا النزول إلى الطابق الأرضي حيث سكك القطار بعد أن داهموا بهو المحطة في غفلة. المكلفون بأمن المحطة، وحين انتباههم لاحتلال العاطلين للطابق الأول، وللحيلولة دونهم والتسلل إلى الطابق الأرضي، عمدوا إلى استعمال العنف في الزجر، وأضحى في أعينهم كل وافد على المحطة عاطل محتمل. فلم يترددوا وقد فقدوا أعصابهم في الإفراط في استعمال العنف أمام استهجان رواد المحطة، الذين تدخل البعض منهم بعنف مضاد. استعمال أفراد الأمن العنف لإحباط محاولة العاطلين احتلال السكك وإرباك حركة سير القطارات، ترتب عنه دخولهم في مواجهات مع المواطنين، الذين اكتسحوا المكان وأحاطوا بهم من كل جانب، بل ومنهم من تعارك مع بعضهم وتشابك معهم بالأيدي. عويل العاطلات يشتد، الصفير يحتد، والتذمر والاستهجان يكبران في النفوس بعد أن يسقط أحد العاطلين بركلة من رجل أمن المحطة، الذي لم يتوان في أن يقذف به فوق السلم الكهربائي. كان هذا الفعل كافيا ليزيد سخط رواد المحطة وينتفضوا ضد أفراد الأمن، ليعم ارتباك من نوع آخر غير الذي خطط له العاطلون، الذين نجحوا في لفت الأنظار إليهم وكسب التعاطف، بعيدا عن تدخل رجال الأمن المرابضين غير بعيد بمحيط المحطة !