تداخلت السياسة والثقافة مساء يوم الأحد في افتتاح (مهرجان المسرح العربي) الذي تعقد دورته الثالثة عشرة تحت شعار (التضامن العربي ضرورة حتمية) بمشاركة أكثر من 100 مسرحي عربي. فقال الممثل المصري يحيى الفخراني الرئيس الشرفي للمهرجان إنه "في عز الفرقة العربية لم أكن أشعر خارج مصر بأنني غادرت بلدي" في إشارة إلى القطيعة بين مصر وأغلب الدول العربية بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979. وأضاف أن "الفرقة لم تؤثر على الثقافة (العربية) التي لا تقل أهمية عن البعد الاقتصادي والأمني." وقال عبد الواحد النبوي وزير الثقافة المصري إن شعار هذه الدورة (التضامن العربي ضرورة حتمية) يثبت أن "العرب قادمون.. قادرون على صنع المستحيل" داعيا شباب المسرحيين العرب إلى أن "يواصلوا التغيير فالمسرح أداة للتغيير." وأضاف أن الثقافة وفي القلب منها العروض المسرحية تسهم في "تحدي التخلف والرجعية والجهل." أما الممثل المصري عزت العلايلي رئيس لجنة التحكيم فقال إنه يحلم بتأسيس "كومنولث فني عربي" يعنى بتقديم أعمال مسرحية لن تقل -في رأيه- عما يقدمه المسرح العالمي من أعمال نظرا لوفرة النصوص العربية والفنانين الهواة القادرين على تقديمها. وقال الممثل المصري هاني رمزي بعد تكريمه إن "أسمى درجات الاحتراف هي الهواية وإن أصعب ما يمكن أن يفعله الممثل المحترف أن يحافظ على روح الهواية." واتفق معه في الرأي الممثل السعودي عبد العزيز السماعيل عضو لجنة التحكيم الذي قال إن المسرح في بلاده "مسرح هواة. لا يوجد ممثلون محترفون." وتنظم المهرجان سنويا (الجمعية المصرية لهواة المسرح) في مصر والتي تأسست عام 1982. وقال المخرج عمرو دوارة مدير المهرجان في افتتاح المهرجان بمسرح "ميامي" بالقاهرة أن المهرجان استمر طوال 13 دورة لأنه يقام "بروح الهواية. بدون ترف مسرحي. نخوض حربا حقيقية في التوعية والتنمية لمحاربة الجهل والإرهاب." وكرم المهرجان كلا من الممثل الأردني ماهر خماش والمخرج كمال عيد والكاتب فكري النقاش ومهندس الديكور زوسر مرزوق. والمهرجان الذي يستمر حتى 30 ابريل نيسان يهدف إلى رعاية شباب الهواة ويلقي الضوء على تجاربهم التي يستلهم بعضها نصوصا كتبها مؤلفون عرب بارزون منهم المصريون توفيق الحكيم وصلاح عبد الصبور وميخائيل رومان والعراقي خزعل الماجدي والسوري سعد الله ونوس. ويقدم المهرجان 24 عرضا تمثل العراق والسعودية والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر. كما ينظم ثلاث ندوات هي (مخرجو نهايات القرن العشرين) و(مخرجو الألفية الجديدة) و(التعاون الفني العربي ضرورة حتمية) بمشاركة نخبة من المسرحيين ومنهم العراقية عواطف نعيم والمغربي عبد المجيد شكير والجزائرية تونس آيت علي. وبعد انتهاء مراسم الافتتاح قدم المهرجان عرضا عنوانه (ملحمة الخلود) من إنتاج الكاتدرائية المصرية وهو تأليف جماعي وإخراج ضياء شفيق. وتناول العرض قيام تنظيم الدولة الإسلامية بذبح 21 مسيحيا مصريا في ليبيا في فبراير شباط الماضي. وقدم الأنبا موسى أسقف الشباب مسرحية (ملحمة الخلود) بقوله إذا كانت مصر "أم الدنيا" -وهو لقب تشتهر به- وإذا كان المسرح أبو الفنون فإن حاصل ضرب العنصرين سيكون "ثقافة لا نهاية لها" مترحما على "أرواح الشهداء ضحايا الحادث الإرهابي" قائلا إن العرض تكريم لهم.