أكد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل الاتحاد الأوروبي حيث يعتبر نموذجا يحتذى بالنظر الى الإصلاحات الكبرى التي حققها في جميع المجالات خلال السنوات الأخيرة. وأوضح مزوار ، على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبلدان الجوار الجنوبي للاتحاد أمس الاثنين ببرشلونة ، أن المغرب الذي يحظى بوضعية البلد الأكثر تقدما داخل الاتحاد ، حقق تطورا واضحا في كل الميادين ما يجعل مشاركته في هذا الملتقى تكتسي أهمية كبرى بالنظر الى مكانته الأساسية ضمن الفضاء الاورو- متوسطي. وأضاف أن التحديات الجديدة المطروحة على الواجهتين الاوروبية وجنوب المتوسط مرتبطة بالتنمية وقضايا المرأة والشباب والهجرة والتنقل بصفة عامة ، وهي تحديات تتطلب مقاربة جديدة، مشيرا الى أن المغرب يدعو الى النظر الى هذه القضايا بمنهجية جديدة ترتكز على اختيارات سياسية وليس تقنية. و أعرب عن اعتقاده بأن هناك دينامية جديدة في العلاقات الأوروبية وبلدان الجوار ، وأن المغرب حاضر في مختلف تجلياتها باعتباره يحظى بحضور وازن في هذه الحركية ، وكذا لكونه يشكل نموذجا يحتذى بفضل نظامه السياسي والاستقرار الذي ينعم به. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن المغرب مستعد للمساهمة بطريقة بناءة في وضع تصور مشترك لمستقبل سياسة جديدة للجوار في المنطقة المتوسطية، تأخذ بعين الاعتبار دينامية التحولات التي تشهدها المنطقة وانتظارات شعوبها بما يضمن لها تحقيق السلم والاستقرار والرفاه الاقتصادي والاجتماعي. وأبرز مزوار، ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة لجميع الأطراف في إطار الاحترام المتبادل لخصوصيات الدول الثقافية والحضارية والسياسية وسيادتها. كما سجل أهمية تبني سياسات مشتركة حول القضايا الإستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، مثل محاربة الإرهاب والتطرف والتنمية المستدامة ومسألة الهجرة وتنقل الأشخاص وتدبير الأزمات، مع استحضار التجارب الناجحة في جميع هذه المجالات، مشيرا إلى أهمية إعطاء الأولوية لقضايا التنمية وتقاسم الثروات بين ضفتي المتوسط، وضرورة أخذ السياسات الاقتصادية الأوربية لهذا المبتغى بعين الاعتبار. وشدد خلال هذا الاجتماع غير الرسمي المنظم من قبل المفوضية الأوربية حول سياسة الجوار الأوروبية، والذي حضرته الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، وسفير صاحب الجلالة بمدريد، فاضل بنعيش، على أهمية تدفق الاستثمارات الأوربية نحو جنوب الأبيض المتوسط لدعم التنمية بهذه الدول، مع تشجيع التعاون جنوب-جنوب، معربا عن تثمين المغرب لهذا الاجتماع الذي يعكس إرادة حقيقية في الوصول إلى سياسة جوار أوروبية جديدة بمساهمة جميع الشركاء، بناء على مقاربة شمولية تشاركية تتيح الفرصة لجميع الدول لإبداء رأيها للمساهمة في هذا المسلسل ومواجهة التحديات المشتركة.